You are here

قراءة كتاب الوتر الضائع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوتر الضائع

الوتر الضائع

"الوتر الضائع" رواية بطلها طبيب أعصاب، يحاول عبر العلم أن يداوي أمراض الناس، لكن الظروف تضعه في مواقف لا يمكن تفسيرها منطقيا، وفي رحلة له للمشاركة في مؤتمر طبي بلندن يقابل طبيبا نيجيريا يعيش في لندن، لكن يؤمن بما يمكن أن يُسمى بالباراسيكولوجي ويفسر له تلك ا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
(1)
 
أنا الدكتور ا. ب . عبد الله ، دكتوراه في المخ والأعصاب ، أمضيت نصف عمري بين المراجع والكتب وجماجم الموتي أنقب فيها وأبحث وأتامل. أجريت مائة وعشرين عملية جراحية ناجحة غير أنني لم أنجح البتة في إسكات هذا القلق الذي يسري في أوصالي، كما ولو أنّه وخز من إبر صماء تخيط رتق وجودي ...
 
لا زمن لديّ ولا فراغ، ولكن لا تتردد تلك الوخزات القلقة في إصابة أوصالي كلّما خلوت بنفسي أشاهد الواقع وأفكر في عمق الوجود، أو أرنو إلى ومضات المستقبل الغامضة، ثم أرهف السمع إلى إيقاع سريان الزمن ..
 
لماذا أنا ودون كل نساء الدنيا أحببت (مشتهي) لماذا خفق قلبي لها وخضع عقلي أمامها وتزوجتها وأنجبت منها خمسة ذكور وثلاث إناث ثم انتهي الخفقان، ما هذه الشعلة التي اتّقدت ثم انطفأت وبقي الهدوء مثل نهر دنا من مصبه، هل ثمة شيء في الكون أم في دماغي أم عصبي كان له مصلحة في إيقاد تلك الشعلة في ذاك الزمان.
 
كان زملائي في الجامعة ينادونني بـ (دكتور أرسطو) على سبيل التريقة والتنكت، لأنهم كانوا يرونني دائما إمّا في المكتبة وأنا أرتدي نظاراتي السميكة أبحلق في الكتب، أو في المشرحة أتتبع الشرايين والأوردة وأنقب في العضلات ثم أخرج إلى الصالة الخارجية أدخن في شراهة وألقي عليهم وعلى نفسي كوماً من الأسئلة القلقة ..
 
أما الآن فقد أصبح لي جناح كبير في المستشفى المركزي بالمدينة، وصارت لي عيادة يأتي إليها الناس من كل صوب وصار ذات الزملاء ينادونني بـ (الشيف بوس)، لماذا؟ وما الذي تغير؟ ... لا أدري ، فأسئلتي القلقة لم تتغير والوخزات ما زالت تكتنفني ..
 
ملامحي لا تكشف عن هذا القلق، بل على العكس من ذلك تماما، أنا مثل ما تناديني أمّي بـ (الحبوب حبيب حشاي) كان قلقي الداخلي يصعد على وجهي مثل الضياء ثم يرسو على عينيّ حنينا يلتقطه البسطاء فقط لأنني فعلا أحبهم .

Pages