You are here

قراءة كتاب الوتر الضائع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوتر الضائع

الوتر الضائع

"الوتر الضائع" رواية بطلها طبيب أعصاب، يحاول عبر العلم أن يداوي أمراض الناس، لكن الظروف تضعه في مواقف لا يمكن تفسيرها منطقيا، وفي رحلة له للمشاركة في مؤتمر طبي بلندن يقابل طبيبا نيجيريا يعيش في لندن، لكن يؤمن بما يمكن أن يُسمى بالباراسيكولوجي ويفسر له تلك ا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
نظرت إلى ساعتي وكان الزمن ينساب مسترخيا فما زال الوقت مبكرا، الثانية عشرة ظهراً والشمس بدأت تلهبني من خلف زجاج نافذتي.. تلهبني بحرارتها وبوضاءتها وتضيء وجداني مثل هذا اللحن الشجي الذي يذكرني بقصة الحب الخالدة تلك التي ولدت على سطح الأمواج ثم اغتالها جبل الثلج وهو يصطدم بـ (تايتنك) مثلما أصطدم أنا الآن بهذه الحالة والأسئلة التي تدور في رأسي
 
فتحت بريدي الإلكتروني..
 
كانت هناك رسالة من ابني الأكبر (سامي) كان يقول لي في رسالته:
 
(أبي لا أدري من أين أبدأ وماذا أقول، فأنا الآن أجلس إلى كمبيوتري يدفعني إليك شوق شديد.. مثل شخص يلجئه برد المطر إلى ركن دفيء.. الغربة أكثر برودة من المطر يا أبي.. أنت تعلم أنني قد جئت إلى هذه المنطقة من العالم وأنا أحمل قدراً لا بأس به من محبة الناس مثلما علمتنا ونحن صغار، ولكن رغم نجاحي المهني كمهندس مدني إلا أنني فشلت في فهم الأسباب التي تجعل الناس يكذبون ويكيدون ويخدعون، كل العالم موجود هنا ولكن بطريقة تؤكد أن العالم لا يحب بعضه بما يكفي، أهل البلاد طيبون، ومجتهدون، ويحبون النجاح.. وحكامهم يخدمونهم، فالعلاج مجاني، والتعليم متاح، والعناية بالبيئة في قمتها. جلست بينهم أكثر من ستة أعوام، فلم تزعجني ذبابة واحدة ولم (تبنشر) سيارتي في الطريق العام بسبب مسمار صدئ، ولكن نفوس الذين من حولي في العمل صدئة (تبنشر) محبتي لهم كل يوم وعلى الدوام..
 
سامحنى أبي فلا أدري لماذا أشاركك هذا القلق.. وليسامحني بعض من صادفتهم هنا فلا أدري لماذا لم أستطع أن أحبهم.. ابنك / سامي)
 
اللحظات التي طالعت فيها رسالة ابني (سامي) كانت مثل الحلم، فهي صغيرة في مقدارها الزمني، ولكنها مشحونة بعدد هائل من الرؤى، والأحداث، والذكريات...

Pages