كتاب "استراتيجيات عاطفية، واختيار الشريك المناسب"، عنوان ملفت قد يتوقف المرء الذي يسقط عليه دواخله. فمن كانت نظرته إلى الحب تفاؤلية استظرفه واستطرفه، ومن كانت نظرته تشاؤمية استقبحه وظن فيه مضيعة للوقت وإفساداً للإنسان.
You are here
قراءة كتاب استراتيجيات عاطفية - كيف تختار الشريك المناسب؟
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

استراتيجيات عاطفية - كيف تختار الشريك المناسب؟
لقد قال أحد الفلاسفة ما معناه «لا تقل لي ما هي مواهبك، بل الأفضل أن تبين لي ما تستطع أن تفعله بمواهبك».
كذلك يولد المرء مزوداً ببعض القدرات، إن يكن لجهة فن التصوير أو التنس أو الغولف أو التزلج أو أيضاً الكمبيوتر. ويمكنه ألا يحاول قطعاً استغلال هذه الطاقة الكامنة، أو أنه، على العكس، يعمل على تنميتها وذلك باتباع الدروس والاستزادة من المعرفة، بالممارسة والتحسن، وبالعلم والتطبيق. وأثناء التعلم يرتكب أخطاء يسعى إلى تفاديها. ورغم ذلك، لا ينفك يخطئ. وكلما تدرب كلما سار نحو الأفضل، وربما أصبح بطلاً. وينسحب الأمر نفسه على الاستراتيجيات العاطفية. ذلك إن مهارتنا في التواصل مع الجنس الآخر موجودة فينا. يمكن للمرء ألا يطورها ويتلمس الطريق إليها، مُراكماً الأخطاء والإخفاقات، أو بالأحرى قد يتمرن على تعلم وسائل وتقنيات، وممارسة وتطوير استراتيجيات، والتوصل بالتالي إلى النجاح مع الجنس الآخر.
ماذا نعني بالإستراتيجية العاطفية؟ إن الإستراتيجية العاطفية هي مسار مفكر به، منظم وذو بنية. إنها أسلوب محدد وسعي منهجي يهدف إلى تسهيل لقاءاتك مع أشخاص من الجنس الآخر والنجاح في علاقاتك العاطفية المستقبلية. إن الإستراتيجية العاطفية هي إستراتيجية «الفائز في الحب».
والشرط الأساسي للنجاح هو أن تؤمن أولاً بذلك. ففعل الإيمان هو ذو أهمية كبيرة لتأمين النجاح في مساراتك.
عليك أن تؤمن جدياً، دون أي شك، بأن الشخص المثالي بالنسبة لك موجود في مكان ما، وإنك سوف تلتقيه ذات يوم - اللغز الوحيد هو أنك لا تعرف متى.
وهكذا،ينبغي أن تكون الإستراتيجية العاطفية عندك منظمة، مُفكر بها ومنهجية، رغم ذلك، ستستمر تصرفاتك ومواقفك عفوية وطبيعية.
إن قائمة النصائح والإيحاءات والأساليب المدرجة في هذا الكتاب لا تتوافق مع كل أنماط الشخصية. لذا، عليك أنت أن تختار الوسائل التي تشعرك بالارتياح، والتي يمكنك بفضلها أن تخلق استراتيجياتك العاطفية، أي استراتيجية عاطفية «على مقاسك». إن تطوير استراتيجية عاطفية تجعلك «فائزاً في الحب» هو فن - «فن المهارة في الحب». لقد ذكرنا سابقاً أن أول شروط النجاح هو الإيمان، والثاني هو أن تكون مثابراً على التفتيش عن شريكك المثالي: «كن مثابراً، ولسوف تلقى ثمرة جهودك»، والثالث هو أن تكون لديك الثقة التامة بأنك ستجد ذات يوم فتى - أو فتاة - أحلامك. إنها الوسيلة التي بواسطتها تحقق بحثك عن الشريك والموقف الذي ربما تعيش من خلاله علاقة عاطفية مميزة.
هل يشكل هذا الكتاب ضمانة؟ إذا قرأته بكامله، وإذا أدرجته في مكتبتك، وإذا لم تغير في طريقة تصرفك وفي أسلوب معالجته علاقاتك مع الجنس الآخر، فمن المحتمل، بالنسبة إليك، أن يبقى كل شيء على حاله. بالمقابل، إذا وضعت موضع التطبيق النصائح المقدمة، ستزداد فرص نجاحك. والواقع أنه كلما ازداد عدد النصائح المعمول بها، كلما ازدادت فرص نجاحك في الحب.
من ناحية أخرى، عليك الانتباه إلى عدم استخدام عبارة «الوقوع في الحب». فهذا يعني، إلى حدٍ ما، كأنك تسقط من علٍ. الأفضل القول «أحببت» بصيغة أكثر إيجابية تعبر عن «السمو في الحب»(3). لذا، ومن منظور الثقة هذا، ينبغي التعامل مع العلاقة العاطفية. والواقع إنه عندما تعيش علاقة عاطفية، إعمل دائماً على التأكد من أنك تكبر وتسمو وتفوز باستمرار، لأن الاتصال بالآخر يغنيك دائماً وبطريقة سليمة. بالمقابل، من المهم أن تنتبه إلى «عدم الوقوع» في علاقة تفقد فيها كرامتك واحترامك لنفسك.
إن الاستراتيجية العاطفية هي تطوير لاستراتيجية شاملة قائمة على ثلاثة مبادئ مهمة:
الأول: أثناء بحثك عن وظيفة، أنت تطرق أبواب مؤسسات عديدة آملاً بأن يقدم إليك بعضها جملة احتمالات تتيح لك الاختيار الأفضل. وهذا ما يحدث لدى بحثك عن شريك عاطفي. جرب عدة تقنيات تقاربية بهدف مضاعفة فرصك في التعارف، وحدِّد جملة من المواعيد مع عدة شركاء محتملين، بحيث تضع نفسك في موقف يتيح لك ربما الخيار الأفضل لسعادتك.
الثاني: تهيأ بشكل يكون معه اللقاء الأول قصير الأمد. ليكن ذلك في مقهى، بحجة أنك مدعو مثلاً إلى العشاء. فإذا بدا اللقاء سعيداً، يمكنك أن تطلب طلبية أخرى، أو تخطط لموعدٍ ثانٍ أطول.
الثالث: ركز اهتمامك، بالدرجة الأولى، على الأشخاص الذين يثبتون أنهم يبحثون عن نفس نمط العلاقة العاطفية التي تبحث أنت عنها، ذلك أنه غالباً ما يصار، في بداية العلاقة إلى التعامي عن اللاتوافقات، تبعاً للقول المأثور «الحب أعمى». والاعتقاد بأن الآخر سيتغير هو توهم رقيق يؤدي إلى خيبة غير محمودة.
تلك هي المراحل الواجب اتباعها لتطوير استراتيجية عاطفيه مؤثرة وإيجاد الحب.