قراءة كتاب من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

في كتاب "سواد في بياض"، للأديبة الدمشقية الصديقة السيدة وداد سكاكيني محاسني، مقال بعنوان: "الأدب المكشوف"، تحدثت فيه حديثاً عابراً عن بعض ألوان الأدب ومذاهبه. ومما جاء فيه قولها:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
3- "لم يُعثَر بعد على النسخة الأصلية من الرباعيات. وأقدم نسخة هي المنسوبة إلى السير أوسلي، في مكتبة بولدوين، في أكسفورد، وفيها 158 رباعية فقط. وفي كمبردج نسخة أخرى فيها 800 رباعية ورباعية، وفي المكتبة الأهلية في باريس نسخة تتضمن 349 رباعية. وفي المكتبة العمومية في بنكيبور نسخة، عدد رباعياتها 604، وهناك نسخ كثيرة مختلفة في عدد رباعياتها، منذ القرنين السابع عشر والثامن عشر" (البستاني، ص24/25).
 
4- "في عام 1892 ظهر مقال للمستشرق الروسي كراشكوفسكي، أثبت فيه أن 82 رباعية منسوبة إلى الخيام واردة في دواوين غيره من شعراء الفرس، ونحو نصف هذا العدد لثلاثة من كبارهم، وهم: فريد الدين العطّار، وحافظ الشيرازي، وجلال الدين الرومي، وأما النصف الآخر فإنه لأربعين آخرين من الشعراء.. أما عدد الرباعيات المنسوبة إلى الخيام فيصل إلى 1200 رباعية، في حين أن الرباعيات التي لا ريب في نسبتها إليه لا تزيد على إحدى عشرة رباعية.. الأنصار والخصوم هم الذين نسبوا إليه رباعيات ليست له" (البستاني، ص25/26).
 
***
 
هذه الأقوال وحدها، لثلاثة من مترجمي الرباعيات العرب، كافية للدلالة على مدى ما لحق برباعيات الخيام من تحوير وتبديل، ومن زيادة وتضخيم على مدى العصور، سواء من أنصاره ومحبيه، أم من أعدائه وشانئيه.
 
ولم يكن الخيّام شاعراً فحسب، وإن تكن رباعياته الشعرية قد نالت شهرة تكاد لا تضاهيها شهرة، سواء في الغرب أم في الشرق. لقد كان رياضياً وفلكياً في الدرجة الأولى، وكانت له في ذلك مكانة كبيرة في بلده وفي عصره. ولكن شهرته الرياضية والفلكية تضاءلت، وكادت تضيع، أمام الشهرة الواسعة الطاغية التي بلغتها رباعياته: الداعرة منها والعفيفة، والكافرة والمؤمنة، والسكرى منها والصاحية على السواء، بل لعل الكفر والخمرة وقلة العفة في تلك الرباعيات المنسوبة إليه، كانت السبب الأكبر في شهرة الرباعيات وسعة انتشارها.
 
ولكن حيرة القارئ لا تقتصر على عدد الرباعيات – بل تتعداها إلى أسلوب هذه الرباعيات في ترجماتها المتعددة، وكذلك إلى ترتيب هذه الرباعيات. وحسبنا الترجمات العربية منها في هذا المقام. وسأقتصر في تقديم النماذج على ترجمات وديع البستاني – وهي عن ترجمة فتزجوالد الإنجليزية – وأحمد رامي، وإبراهيم العريّض، وهما ترجمتان عن الفارسية مباشرة.

Pages