كتاب " الزيارة " ، تأليف نهلة غندور ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب الزيارة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الزيارة
- إحزر ماذا أحمل؟
- ماذا تحمل
- إحزر
- وهل هذا وقت مزاح!!!!
- يجب أن تحزر.
ـ .............
- حسناً. إحزر من أين؟ وفتح كفيه كاشفاً عن بضع برتقالات.
- إنه برتقال .
- أعرف أنه برتقال. ولكن احزر من أين؟
تجمدت مقلتا أبي على البرتقالات. هل يعقل. لا. أبداً. مستحيل. هذا من نسج الخيال.
- لا أدري. من أين؟
- متى كنت ترى برتقالاً كهذا ؟ أين كنت تراه؟ أين كنت تشمه؟ صارخاً عمي بصوت مرح.
ـ ................
أطللت برأسي من بين كرسي أبي وأمي ونظرت إلى البرتقالات. لقد سمعت عنها الكثير. وهي الآن أمامي. في متناول اليد.
- سلمى. إحزري من أين؟
- استسلمت يا رائد. من أين؟
- من دارنا!
- دارنا. أي دار؟ ردّ والدي.
- من دارنا في عكا.
- ومن جلبها لك؟
- لقد جلبتها بنفسي.
- هل جننت؟ كيف تجلبها بنفسك؟ إنها فلسطين.
- قلت لك جلبتها بنفسي. دخلت عكا من حدود الناقورة.
- لا بد أنك تهزأ بي. بهذه البساطة. دخلت الناقورة وتوجهت إلى عكا. كأننا غادرناها منذ ساعات. إنه عبور مستحيل.
- لقد ذهبت البارحة. ورأيت منذر وتعرفت على زوجته وأولاده. وزرت دارنا.
- إنك تهذي. هذه فلسطين يا رائد. إنها عكا يا رائد. أنسيت؟ هل نسيت؟
- لا لم أنس. ولكني ذهبت إلى عكا. وزرت دارنا. لكني لم أستطع الدخول إليها. سمحوا لي بالتجوال في الحديقة فقط . قطفت هذه البرتقالات. عرفت أن أحداً لن يصدقني. إنها أشبه بمعجزة. هل تصدق؟ إنها من عكا. من حديقة بيتنا. من الشجرة التي بمحاذاة السور. هل تذكر؟ يجب أن تتذكر. كنت أكبر مني عندئذ .