كتاب " دفاعا عن الجنون - مقدمات " ، تأليف ممدوح عدوان ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
طوبى
طوبى للبطن الرافض حملاً كي لا يبقر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كتاب " دفاعا عن الجنون - مقدمات " ، تأليف ممدوح عدوان ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
طوبى
طوبى للبطن الرافض حملاً كي لا يبقر
لابد من الشعر
* مقدمة المجموعة الشعرية (لابد من التفاصيل) للمؤلف صدرت عن دار (الكلمة) 1981.
ولماذا الشعر الآن؟!..
نحن نعيش في عصر الخيانات والمؤامرات والاغتيالات. نلهث عبر أربع وعشرين ساعة مزدحمة قاتلة في إطار من الزمن الممطوط المهمل الذي لا يعطي أية أهمية لحياتنا كلها. نعيش دوامات ومتاهات واستلابات. نعيش القهر والخوف والجوع. فلماذا الشعر الآن؟!..
من الذي لديه الوقت للشعر؟.. من الذي لديه الوقت لكتابة الشعر؟!.. ومن الذي لديه الوقت لتلقي الشعر؟!..
**
نحن، طبعاً، لسنا مخدوعين بآلاف اليافطات الثقافية المعلقة في شوارع الثقافة، التي تطالب، كلها، بأدب للناس (للشعب، للجماهير، للكادحين) هم ليسوا مهتمين بتثقيف الناس.. هم لا يريدون أن يتعمق وعي الناس. ولا يريدون أن تكون حساسية الناس مرهفة مشحوذة لأنهم لا يريدون شعباً مساهماً ومتسائلاً. بل يريدون رعية تابعة. وبالتالي فإن يافطاتهم، تلك التي يتاجر نقادهم واعلاميوهم وساستهم بها، لا تعني إلا المطالبة بأدب يرضي السلطات ويساعدها على إكمال انقياد الرعية.. او على الأقل يملأ الفراغات الزمانية والمكانية في الاحتفالات والأجهزة. يريدون أن يتحول الفن كله إلى رعية.. أي أن يتحول إلى بوق.. إلى إعلام.. ويريدون أدباً لا يستفز الذين بيدهم المقدرات والسياط ولا يضطرهم لقراءته. فهم لا يقرأون إلا ليراقبوا وتحت شعار المطالبة بأدب للناس يريدون، فعلاً، أدباً لا يصل إلى الناس ولا يهتم به الناس ولا يحركهم ولا يتحرك بهم. يريدون أدباً يطمئنون إلى انعدام خطره. يريدون أدباً مخصياً تماماً مثلما يريدون شعباً مخصياً..
لماذا الشعر إذن؟!..
في عالمهم هذا الذي يريدونه على مقاسهم، يصبح الشعر غير المخصي وغير المدجن شعراً مرفوضاً ومطارداً. ويصبح الشاعر مشبوهاً أكثر من الجاسوس. يصبح رأس الشعر مطلوباً لأنه لابد أن يشاغب.
يشاغب الشعر على الخيانة والمؤامرة والقتل، أو يشاغب على التفاهة والسطحية والشعوذة. والشعر إن لم يقل: (لا) بشكل صارخ وصاخب وجارح فإنه لا يقبل أن يقول: (نعم) حتى بقطع رأسه.
**
نفتح عيوننا منذ البدء على عالم مرتب ومحسوم. توزعت فيه الوظائف وتحددت فيه المصالح. عالم فيه لصوص ومسروقون، جلادون وضحايا، أثرياء وبؤساء، مستغلون ومستغلون: عالم فيه من يستفيد منه وفيه من يرزح تحته.