You are here

قراءة كتاب تاريخ شرق الأردن وقبائلها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تاريخ شرق الأردن وقبائلها

تاريخ شرق الأردن وقبائلها

لا شك أن شرقي الأردن آهلة بالسكان منذ أزمنة عريقة في القِدَم، وإن لم يزل قسم كبير من تاريخها القديم مجهولاً. فوفرة الآثار وانتشار بقايا ما قبل التاريخ التي اكتشفها وصوّرها من الجو الجروب كابتن ريز Group Captain Rees V.C., A.D.C...etc.

تقييمك:
2.5
Average: 2.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

الحيوانات

يقال إن الفيلة كانت تعيش في سوريا والعراق حوالي عام 1200ق.م، وأن الأسود كانت تعيش فيها في أوائل العصر المسيحي، ذكرها أبوت دانيال Abbot Danial سنة 1100 ب.م وبولونير Ploner في سنة 1421 ب.م. ويقال إنها ظلت في الأزرق حتى أوائل العصر الثامن عشر. ويروى أن الإمبراطور ديسيوس Dicius (440-521ب.م) أتى بكمية كبيرة من الفيلة من إفريقيا وأطلقها في الحدود الشرقية إرهاباً للبدو([6]).
وفي سنة 1847م، بينما كان أحد السواح ذاهباً بزورق من بحيرة طبريا إلى البحر الميت شاهد على الشواطئ أثر براثن بعض الوحوش الضارية كالأسد والنمر، ولكنه لم يميزها جيداً([7]). وفي عام 1902م شاهد أيضاً سائحان أثر أقدام دببة في الغابة التي بين بطرا والشوبك([8]). ولا يزال في شرقي الأردن قليل من الفهود الصغيرة وعدد وافر من الذئاب والضباع، وقد اصطيد التمساح من نهر الزرقاء في سنة 1878م([9]).

مساكن القدماء وصناعاتهم

ولما هبط معدل هطول المطر نزح فريق من السكان إلى أعالي الجبال حيث تتوفر مياه السيول والجداول، وصار فريق آخر بدوياً يتنقل من مكان إلى آخر انتجاعاً للكلأ والمرعى، وكانت الكهوف المسكن الأول للذين صعدوا إلى الجبال، وإليها يشير النبي إرميا في الإصحاح التاسع والأربعين والعدد السادس عشر مخاطباً أدوم بقوله: «قد غرّك تخويفك كبرياء قلبك يا ساكن في محاجي الصخر الماسك مرتفع الأكمة، وإن رفعت كنسر عشك فمن هناك أحدرك يقول الرب». ثم بدلوا الكهوف بخيم كانت تصنع من جلود الحيوانات أولاً ثم من شعورها.
لم تكن حياة القرية معروفة في الأعصر الغابرة، وتاريخها لا يمتد على الراجح إلى أكثر من بضعة قرون قبل زمن الرومان واليونان. ولا يزال قسم كبير من السكان في وقتنا هذا يفضلون سكنى بيوت الشعر، والبدوي ما زال محتفظاً بخيمته، فلا يصبو إلى سكنى البيت الحجري.
ابتدأت زراعة الحنطة والشعير والدخان والقنب في سوريا منذ عهد قديم جداً، وإن وجود الحنطة والشعير البري فيها الآن ليدل على أنها مصدر هذه الحبوب. زد على ذلك أن بلاد شرقي الأردن اشتهرت في التاريخ بمراعيها الخصبة وكرومها المتعددة المثمرة.
ورد في التوراة أن موسى عندما افتتح مديان غَنِمَ منها 675000 رأس معز و72000 ثور و61000 حمار([10]). وكان ميشع ملك مؤاب يملك عدداً عظيماً من المواشي أعطى منها إلى ملك إسرائيل 100٫000 خروف و100٫000 كبش([11]). وقد خسر الهاجريون سكان جلعاد خمسين ألفاً من الجمال ومئتين وخمسين ألفاً من المعز وألفي حمار في حرب لم ينتصروا بها([12]). لا شك أن هذه الأرقام مبالَغ فيها، ولكنها تدل دلالة صريحة على مبلغ تأثر كُتّاب تلك العصور من غنى البلاد الأردنية. وقد تغنى السائح بورخارد Burchardt بثروة هذه البلاد الزراعية إذ يقول على لسان أحد الأعراب: «أنت لا تجد بلداً كالبلقاء بخرافها ومعزها»([13]).
وكانت جلعاد فوق ذلك شهيرة بالريحان والمر المكاوي، وكانا قديماً يحملان إلى مصر على قوافل الإسماعيليين حيث يستعملان كعقاقير للتحنيط([14]).
وقديماً كانت شرقي الأردن طريقاً للتجارة، فقد كانت البضائع ترد إليها من جنوب البلاد العربية وشرقيها ثم تُحمل على إبل سكانها إلى مصر ومنها تُشحن إلى روما. فشغلت عدداً كبيراً من البدو وسببت قيام بعض المدن، ولكن هذا المورد تلاشى تدريجياً بعد اكتشاف طريق البحر الأحمر وسقوط التجارة الرومانية. وبعد ظهور الإسلام أصبح أثراً بعد عين. ومع أن الخط الحديدي الحجازي الذي أُنشئ في أوائل هذا العصر جلب إلى البلاد شيئاً من الانتعاش والرخاء، ولكنه قضى على البقية الباقية من القوافل إحدى وسائط النقل.
 

Pages