You are here

قراءة كتاب الرواية والتراث ألف ليلة وليلة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الرواية والتراث ألف ليلة وليلة

الرواية والتراث ألف ليلة وليلة

لقد قامت مجموعة من كتّاب الرواية العربية -لا سيما في الستينيات- بالعودة إلى التراث السردي العربي، في إطار حركة موسعة ثارت على تقاليد الكتابة الروائية التي أرساها كتّاب الرواية الرواد والجيل الذي تلاهم؛ فألفوا شكل الرواية الغربي مهيمناً على تجارب الكتابة باس

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 3
جاءت الدراسة في أربعة فصول:
تناول الأول (الرواية العربية والتراث)، البحث عن هوية إبداعية وأسباب عودة الروائيين إلى التراث وكيفية هذه العودة وعواملها.
أما الفصل الثاني (ألف ليلة وليلة بين الماضي والحاضر)، فقد تناول:
- أهمية ألف ليلة وليلة وترجماتها
- آراء الكتّاب العرب قديماً وحديثاً في أصول ألف ليلة وليلة
- آراء الكتّاب المستشرقين في أصول ألف ليلة وليلة التراثية
وقد تناول الفصل الثالث (استلهام عنوان ألف ليلة وليلة في الرواية العربية):
- العنوان والنص
- وظيفة استلهام العنوان والنص
- أنواع العنوان ووظائفه
- القصر المسحور/طه حسين وتوفيق الحكيم
- أحلام شهرزاد/طه حسين
- ألف ليلة وليلتان/هاني الراهب
- أبواب المدينة/إلياس خوري
- ليالي ألف ليلة/نجيب محفوظ
- دنيازاد/مي التلمساني
والفصل الرابع (تجليات الليالي في الرواية العربية) درس:
- مفهوم التناص عند النقاد الغربيين
- مفهوم التناص عند النقاد العرب
- رمل الماية: فاجعة الليلة السابعة بعد الألف
- ليالٍ أخرى وقلب الحكاية الإطار
- ليالي [كذا] عربية[15]
- رحلة ابن فطومة والسندباد البحري
الفصل الأول -الرواية العربية والتراث
 
البحث عن هوية إبداعية
 
لعل كارثة عام ألف وتسمعمئةٍ وسبعة وستين كانت حافزاً أساسياً وراء البحث الإبداعي العربي عن هويته الإبداعية، مما جعله يراجع ذاته ويبحث عن أسباب هذه الهزيمة وطريقة محاكاة هذا الواقع وتصويره، فكانت "النتيجة تصاعد الرغبة في تغيير الشكل الأدبي المستعار من رواية البرجوازية الأوروبية تحديداً. وتأصيل شكل قومي، مجانس للتاريخ النوعي وصاعد منه، بقدر ما هو رافض لنهاياته التي لم تكن سوى تكرار لمآسيه الكبرى السابقة التي بدت كما لو كانت تكرر نفسها في الحاضر الذي انتهى إلى كارثة العام السابع والستين"[16].
فكان اللجوء إلى التراث الشعبي جزءاً من عملية التأصيل؛ أي تأصيل شكل روائي فني عربي مغاير للأشكال الروائية الغربية والعربية المقلِّدة للرواية الغربية.
ولا يهدف هذا الفصل تقديم دراسة تفصيلية لآراء النقاد حول أصول الرواية العربية: أهي فن غربي خالص، أم أنها فن عربي متطور عن الفنون النثرية التراثية؟[18] لكن الباحث يبدي وجهة نظره التي تتمثل في أن الرواية العربية التي نشأت في بدايات القرن العشرين (المدن الثلاث: الدين والعلم والمال لفرح أنطون، وزينب لمحمد حسنين هيكل) -على سبيل المثال لا الحصر-، فن غربي خالص[19]، بمعنى أن تقنيات هذا الفن هي غربية، وقد نشأت الرواية العربية متأثرة بالرواية الغربية.
كما يزعم الباحث أن وجود عناصر مشتركة بين الرواية الحديثة والسرد (القصص) التراثي، لا يعني أن الرواية موجودة في التراث، أو هي متطورة عن أشكال سردية تراثية؛ لأن الأشكال السردية المختلفة الموجودة في التراث، مثل: السيرة الذاتية والغيرية وقصص الأخبار (القصص القرآني) والمقامة، يمكن عدها أجناساً أدبية مستقلة عن الرواية الحديثة، وإن التقت معها جزئيا. ويمكن تسويغ هذا الالتقاء أنّ الأجناس المذكورة تنتمي إلى جنس أدبي كبير هو النثر، فمن الطبيعي أن يكون ثمة مجموعة من السمات المشتركة بين الفنون النثرية المختلفة، مع احتفاظ كلّ فنٍ بخصوصيته، وهذا ما ينطبق على الرواية تحديداً. وانطلاقاً من هذا الرأي، يمكن مناقشة الأسئلة الآتية عن علاقة الرواية العربية بالتراث:
- هل العودة إلى التراث نوع من الانكفاء عليه ورفض الواقع المعاصر، وذلك لتأكيد الهوية الثقافية العربية عبر الرجوع إليها في زمن القوة؟
- هل العودة إلى الأشكال التراثية تأكيد لاستمرارية الماضي في الحاضر؟
- هل العودة إلى التراث محاولة لإعادة قراءته حتى نستطيع قراءة الحاضر قراءة مختلفة؟
- هل العودة إلى التراث نوع من فرض مشروعية الجنس الروائي؟ مما قد يؤدي إلى إقناع القارئ العربي أنّ هذا الجنس غير منفصل عن تراثه.
- ما درجة حضور التراث بنيةً ومضموناً في العمل الأدبي؟ وهل يكون هذا الحضور إحيائياً إسقاطياً، أم توظيفياً إبداعياً؟

Pages