You are here

قراءة كتاب الكتاب الجزء الثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الكتاب الجزء الثاني

الكتاب الجزء الثاني

الكتاب أحد أهم مؤلفات اللغوي البصري سيبويه ويعتبر أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. وقال عنه الجاحظ أنه «لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله». أُلِّفَ الكتاب في القرن الثاني للهجرة الموافق للثامن من الميلاد.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 7
والابتداء في التبعيض أقوى‏.‏
 
وهذا عربي جيد‏:‏ قوله وساقيَيْن مثلِ زيدٍ وجُعَل سَقْيانٍ مَمشوقان مَكنوزاً العَضَلْ باب ما يجري عليه صفةُ ما كان من سببه وصفتُ ما التبس به أو بشيء من سببه كمجرى صفته التي خَلصتْ له هذا ما كان من ذلك عملاً‏.‏
 
وذلك قولك‏:‏ مررتُ برجلٍ ضاربٍ أبوه رجلاً ومررتُ برجلٍ ملازمٍ أبوه رجلاً‏.‏
 
ومن ذلك أيضاً‏:‏ مررت برجل ملازم أباه رجلٌ ومررت برجل مخالط أبه داءٌ‏.‏
 
فالمعنى فيه على وجهين‏:‏ إن شئت جعلته يلازمه ويخالطه فيما يُستقبل وإن شئت جعلته عملاً كائناً في حال مرورك‏.‏
 
وإن ألقيتَ التنوينَ وأنت تريد معناه جرى مثله إذا كان منوّناً‏.‏
 
ويدلّك على ذلك أنك تقول‏:‏ مررتُ برجلٍ ملازمك‏.‏
 
فيَحسُن ويكون صفة للنكرة بمنزلته إذا كان منوّناً‏.‏
 
وحين قلت‏:‏ مررتُ برجل ملازم أباه رجلٌ وحين قلت‏:‏ مررتُ برجل ملازم أبيه رجلٌ فكأنك قلت في جميع هذا‏:‏ مررتُ برجل ملازم أباه ومررتُ برجلٍ ملازم أبيه لأن هذا يجري مجرى الصفة التي تكون خالصةً للأول‏.‏
 
وتقول‏:‏ مررتُ برجلٍ مخالِطِ بَدنه أو جسدِه داءٌ فإن ألقيتَ التنوينَ جرى مجرى الأول إذا فإن قلت‏:‏ مررتُ برجلٍ مخالطِه داء وأردتَ معنى التنوين جرى على الأول كأنك قلت‏:‏ مررتُ برجل مخالطٍ إياه داء‏.‏
 
فهذا تمثيل وإن كان يقبحُ في الكلام‏.‏
 
فإذا كان يجري عليه إذا التبس بغيره فهو إذا التبس به أحرى أن يجري عليه‏.‏
 
وإن زعم زاعمٌ أنه يقول مررتُ برجل مخالطِ بدنه داء ففرق بينه وبين المنوَّن‏.‏
 
قيل له‏:‏ ألستَ تعلم أن الصفة إذا كانت للأول فالتنوين وغير التنوين سواء إذا أردت بإسقاط التنوين معنى التنوين نحو قولك‏:‏ مررتُ برجل ملازمٍ أباك ومررت برجلٍ ملازمِ أبيك أو ملازمِك فإنه لا يجد بُدّاً من أن يقول نعم وإلا خالف جميعَ العرب والنحويين‏.‏
 
فإذا قال ذلك قلتَ‏:‏ أفلستَ تجعل هذا العمل إذا كان منوّناً وكان لشيء من سبب الأول أو التبس به بمنزلته إذا كان للأول فإنه قائل‏:‏ نعم وكأنك قلت مررتُ برجل ملازم‏.‏
 
فإذا قال ذلك قلتَ له‏:‏ ما بالُ التنوين وغير التنوين استويا حيث كانا للأول واختلفا حيث كانا للآخِر وقد زعمتَ أنه يجري عليه إذا كان للآخِر كمجراه إذا كان للأول‏.‏
 
ولو كان كما يزعمون لقلتَ‏:‏ مررتُ بعبد الله الملازمِه أبوه لأن الصفة المعرفة تجري على المعرفة كمجرى الصفة النكرة على النكرة‏.‏

Pages