الكتاب أحد أهم مؤلفات اللغوي البصري سيبويه ويعتبر أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. وقال عنه الجاحظ أنه «لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله». أُلِّفَ الكتاب في القرن الثاني للهجرة الموافق للثامن من الميلاد.
You are here
قراءة كتاب الكتاب الجزء الثالث
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
ومنه: قد جعل يقول ذاك كأنّك قلت: صار يقول ذاك فهذا وجه دخول الرفع في الأفعال المضارعة للأسماء.
وكأنّهم إنّما منعهم أن يستعملوا في كدت وعسيت الأسماء أنّ معناها ومعنى غيرها معنى ما تدخله أن نحو قولهم: خليق أن يقول ذاك وقارب أن لا يفعل.
ألا ترى أنّهم يقولون: عسى أن يفعل.
ويضطر الشاعر فيقول: كدت أن فلّما كان المعنى فيهنّ ذلك تركوا الأسماء لئلاّ يكون ما هذا معناه كغيره وأجروا اللفظ كما أجروه في كنت لأنّه فعل مثله.
وكدت أن أفعل لا يجوز إلاّ في شعر لأنّه مثل كان في قولك: كان فاعلاً ويكون فاعلاً.
وكأنّ معنى جعل يقول وأخذ يقول قد آثر أن يقول ونحوه.
ثمن ثمّ منع الأسماء لأنّ معناها معنى ما يستعمل بأن فتركوا الفعل حين خزلوا أن ولم يستعملوا الاسم لئلاّ ينقضوا هذا المعنى.
هذا باب إذن
اعلم أنّ إذن إذا كانت جواباً وكانت مبتدأة عملت في الفعل عمل رأى في الاسم إذا كانت مبتدأة.
وذلك قولك: إذن أجيئك و إذن آتيك.
ومن ذلك أيضاً قولك: إذن والله أجيئك.
والقسم ههنا بمنزلته في أرى إذا قلت: أرى والله زيداً فاعلاً.
ولا تفصل بين شئ مما ينصب الفعل وبين الفعل سوى إذن لأنّ إذن أشبهت أرى فهي في الأفعال بمنزلة أرى في الأسماء وهي تلغى وتقدّم وتؤخّر فلمّا تصرّفت هذا التصرّف اجتروا على أن يفصلوا بينها وبين الفعل باليمين.
ولم يفصلوا بين أن وأخواتها وبين الفعل كراهية أن يشبّهوها بما يعمل في الأسماء نحو ضربت وقتلت لأنّها لا تصرّف تصرّف الأفعال نحو ضربت وقتلت ولا تكون إلاّ في أوّل الكلام لاؤمة لموضعها لا تفارقه فكرهوا الفصل لذلك لأنّه حرف جامد.
واعلم أنّ إذن إذا كانت بين الفاء والواو وبين الفعل فإنّك فيها بالخيار: إن شئت أعملتها كإعمالك أرى وحسبت إذا كانت واحدة منهما بين اسمين وذلك قولك: زيداً حسبت أخاك وإن شئت ألغيت إذن كإلغائك حسبت إذا قلت زيد حسبت أخوك.
فأما الاستعمال فقولك: فإذن آتيك وإذن أكرمك.