You are here

قراءة كتاب المسرح في العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المسرح في العراق

المسرح في العراق

كتاب " المسرح في العراق " ، تأليف أديب القلية جي ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ،ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

عاد الشبلي بعد ان أمضى عاما كاملا في مصر يتجول برفقة فرقة الفنانة فاطمة رشدي ويطلع على ما بلغه الفن المصري. وعند عودته التحق فورا بالفرقة العصرية التي اجرت انتخابات داخلية للهيئة الإدارية يوم 22 تموز من عام 1930 وجاءت نتيجة الآنتخاب كما يلي:

1.محي الدين محمدرئيس

2. عبد الله العزاوينائب رئيس

3. حقي الشبليمدير فني

4. السيد يوسفامين صندوق

5. أحمد عزت محمدمدير إدارة

6. عباس فضلي توفيقسكرتير

7. مصطفى حبيبعضو

8. عبد الكريم خضرعضو

ويبدو ان الحال الجديد لم يستهو فناننا القدير حقي الشبلي العائد حديثا من اجواء الفن في القاهرة والمتاثر بالتقاليد الفنية السائدة هناك. فقام الشبلي بجمع الأعضاء المؤيدين له من الفرقة التمثيلية الوطنية ودعاهم إلى الانتساب إلى الفرقة العصرية للتمثيل، ثم وافق الشبلي بعدها على دمج الفرقتين في فرقة واحدة حملت اسم (فرقة حقي الشبلي) تيمنا بفرقة فاطمة رشدي.

استطاعت الفرقة الجديدة ان تلعب دورا مسرحيا هاما وفريدا، كما حققت نجاحا منقطع النظير، وقامت بجولات فنية على مسارح بغداد وبقية المدن العراقية.

من أهم عروض (فرقة حقي الشبلي) مسرحية (الحاكم بأمر الله) التي كانت من تاليف ابراهيم رمزي واخراج وتمثيل حقي الشبلي. وفي فترة عرض تلك المسرحية ترشح الشبلي إلى بعثة لدراسة التمثيل بأمر من رئيس الوزراء آنذاك (ياسين الهاشمي) الذي شاهد المسرحية واعجب إلى حد كبير بأداء حقي الشبلي. وفي يوم 16 ايلول من عام 1933 استلم حقي الشبلي كتابا من وزارة المعارف هذا نصه:

إلى حضرة حقي افندي الشبلي المحترم

نخبركم ان لجنة البعثات العلمية في هذه الوزارة قررت بموجب كتابها المرقم (46) قبولكم في البعثة بنفقات كاملة من تشرين الاول للتخصص في فن التمثيل في فرنسا مدة سنة واحدة وعلى شرط ان تدرسوا اللغة الفرنسية في مدة ستة أشهر من استلامكم كتابنا هذا على نفقتكم الخاصة.

توقيع

الدكتور سامي شوكت

مديرالمعارف العام

بدأ الشبلي مرحلة دراسة اللغة الفرنسية على يد أحد المدرسين في مدرسة الاليانس واستعداده للسفر إلى باريس لدراسة التمثيل فيها، وهي اول بعثة دراسية لدراسة هذا الفرع، ويدل على اعتراف وتقدير الدولة لهذا الفن الجميل البديع وعميق الصلة مع الإنسان وروحه وبهجته.

واصل حقي الشبلي وفرقته التمثيلية اعمالهم، وانتجت الفرقة العديد من المسرحيات الناجحة التي هيمنت على عقول المشاهدين، وجعلتهم يدمنون على مشاهدة العروض المسرحية بلهفة ورغبة عميقة.

ومن تلك المسرحيات التي انتجتها الفرقة واخرجها جميعا، ومثّل الدور الاول فيها الفنان الرائد حقي الشبلي هي مسرحية (المجنون) و (الذبائح) ومسرحية (هارون الرشيد) ، وكلها قُدمت في عام 1931، و (الهاوية) في عام 1933، و(هاملت)، و(السلطان عبد الحميد) و (مأتم الاعراس) وكلها قُدمت في عام 1934، إضافة إلى مسرحيات غيرها.

بعد ان تنامت الحركة المسرحية وكثرت الفرق العاملة، وتميزت العروض المسرحية بالتنوع والحيوية، وبعد ان اشتدت حمى المنافسة في ثلاثينيات القرن الماضي، صار العمل من أجل بناء قاعة مسرح مجهزة بكل ما يتطلبه العرض المسرحي من تقنيات، واجب مهم على عاتق كل العاملين في هذا الحقل الراقي والمتقدم، وضرورة لا بد منها لتقديم الأعمال المسرحية.

ودفع هذا الوضع الجديد الفنان الكبير حقي الشبلي إلى مطالبة الدولة ببناء مسرح ودار اوبرا رسمية في بغداد لاستيعاب العروض العديدة والنشاطات المتزايدة. وفي العاشر من شباط من عام1934صدر العدد الرابع من مجلة (الاتحاد)، وهي مجلة أسبوعية ادبية وفنية مصورة، صاحبها جمال الدين الجميل ومديرها المسؤول درويش لطفي. وضم العدد كلمة هامة وجريئة للشبلي بعنوان (وجوب تشييد مسرح محلي في بغداد ودار اوبرا رسمية) وجاء في الكلمة:

(مدينة بغداد عريقة المجد والعظمة في التاريخ، منبت الحضارة والعلم والفنون في العصر الذهبي، شامخة القصور والقلاع والاسوار، ودقة صنع المباني (الفسيفساء) في زمن الخلفاء، مهبط المدنية والنور والعمران. هذه هي بغداد كما يتصورها كل من عرف تاريخها ولم يرها سواء كان غريبا او قريبا. وعلى تلك الذكرى اطلقت أحدى الشركات السينمائية الكبرى في هوليود، بلد الفن في أميركا، اسم (بغداد) على استوديو انشاته حديثا، واسمته (استوديو بغداد)، فذلك دليل واضح على ان عظمة بغداد – دار السلام- محفوظة بين العالم. ومن المعلوم ان أمثال هذه الشركات العظيمة لا تنتخب إلا اسما عظيما مشهورا لكي تبقى بارزة بين الشركات الأخرى العالمية.

افي ذلك شك من ان بغداد ليست عظيمة في تاريخها؟ بغداد عاصمة العراق عظيمة ولا تزال عظيمة، وواجب شبابها الوثّاب القيام بواجبه ليجعل بغداد بل العراق كما نريد ان يتصور العالم.

على أننا لا ننكر ان العراق قد خطى خطوة عظيمة في مدة وجيزة رغم الطوارئ التي داهمته، و الأمل قوي باتحاد الشعب العراقي شبانا وشيوخا، نساءً واطفال للسير بالبلاد إلى اوج السعادة والرقي واعادة المجد السالف الاثيل. على ان هذا كله يحتاج إلى دعاية واسعة النطاق ، وهذه الدعاية لا تاتي إلا بكثرة الصحف العراقية وتوزيعها في الخارج، وتاسيس (مسرح محلي) في العاصمة، ونمو حركة التمثيل، وتاسيس فرقة حكومية راقية تجمع منتخب العناصر وافضلهم، وان ذلك لا يحتاج إلى برهان فهو واضح جلي كما نراه في الدعايات التي تتخذها جميع الأمم الغربية والشرقية والتوصل إلى ما ترمي إليه.

الدعاية قبل كل شيء وليس في العالم امة تستغني عن عمل الدعاية لها لأنها اساس نجاحها وتقدمها وترويج مصالحها، ومن اهم الدعايات القوية (المسرح المحلي) فالعراق احوج الاقطار إلى الدعاية وعلى الاخص للعاصمة بغداد التي اخذ بعض السياح الآن يتوافدون اليها ويكثر عددهم سنة بعد اخرى، لا نريد ان يطّلع الزائر إلى بغداد والعراق على آثارنا فقط بل نريده ان يطلع على النهضة السياسية والاجتماعية والعلمية والفنية إلى غير ذلك بصورة فعلية ولا يكون ذلك الا بحضور (مسرحنا المحلي الرسمي) لان المسارح مقياس رقي الامم دون منازع.

ان الفرق التمثيلية في الحال الحاضر مهما تبذل من الجهود تراه معدوما والسبب في ذلك عدم وجود مسرح راق تحضر فيه الطبقات الراقية هذا عدا الفوائد العملية التي يجنيها الشعب من التمثيل في مثّل هذه المسارح ويتلقى دروسه الاجتماعية والوطنية فيها.

هذا من الجهة الحيوية اما من الجهة الضرورية فأننا نرى ان حكومتنا الآن ومعظم جمعياتنا إذا ارادوا ان يعقدوا اجتماعا اعتياديا او رسميا او يجروا انتخابا او يقيموا بعض الحفلات التكريمية يلجؤون إلى أحدى قاعات السينما او إلى أحدى الصالات فيقيموا بها حفلاتهم ويعقدوا اجتماعاتهم، اليس هذا نقص بارز في عاصمة العراق؟.

Pages