كتاب " تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1) " ، تأليف محمد السيد ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قال رسول الله :
العصبية: «أن تعين قومك على الظلم».
وقال : «الدين النصيحة».
You are here
قراءة كتاب تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

تحديات ومواقف - سلسلة أضواء كاشفة (1)
- أم أنها تكمن في حسن مظهر الداعية وعظم علمه، وعنايته بفصاحة كلمه وبيانه؟ مطابقة لحال ابن عباس الحكيم الذي وصفه عمر بن الخطاب بأنه: “فتى الكهول، له لسان سؤول وقلب عقول” وقال فيه مسروق ابن الأجدع أحد كبار التابعين: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس، فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس.
- نعم إن الحكمة كامنة في كل الذي ذكرنا وإنها لقضية من أهم وأجل القضايا التي تعني الداعية، ويسعى لامتلاكها والتحلي بها.
وقد يقول قائل: من أين للمؤمن كل هذه الصفات والمواصفات؟ إنها لمسافة شاسعة بين متطلبات الحكمة وواقع حال من يقومون بدور الدعاة.
نعم إن الأمر لكذلك، وعن الحقيقة نقول: ليس كل من قال إنه داعية يمتلك حكمة الدعوة وقدراتها ومواصفاتها التي توطئ للداعية أسباب القبول والنجاح. وإذا فات الدعاة بعض المواصفات، فلا أقل من السعي لامتلاك العديد منها بالاجتهاد وأطر النفس. والعمل الدائب المستمر.
وإلا.. فكم رأينا وسمعنا ونقلت وسائل الإعلام من كلام وخطبٍ، تضع بعض من يدعون لأنفسهم شرف الانتماء لصف الدعاة المتقنين في خانة من نكلوا وينكلون بشعوبهم من الطغاة، بل إن بعضاً من هؤلاء المدعين وصل حداً جعل من الطغاة في حياتهم أو بعد مماتهم أولياء لله، فوصف أعمالهم – التي لم يكن فيها في حقيقة الأمر عمل واحد يبتغي وجه الله – بأنها أعمال كان التوفيق حليفها الدائم، والتقوى رفيقها الأقرب.
إن رجالاً على هذه الشاكلة لا يمكن ألا أن يكونوا سداً منيعاً بين ما يدعون إليه وبين المتلقين لأنهم افتقدوا الحكمة التي تحسب حساب المتلقي، وتلتزم الحقيقة والحق وصدق الكلمة، وفي الوقت نفسه لا تمتلك الإخلاص وبيانه الناصع المؤثر، إذ بغير ذلك يضيع صاحب البيان المريض ويضيِّع.

