كتاب " خيول قلبي " ، تأليف عبد الكريم بعلبكي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب خيول قلبي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المقدمة
بين الشعر وصاحبه علاقة تفضحها الكلمات والأبيات والصور. يظنّ الشاعر أن وعيه، الذي ينظّم ويعبّر، إلّا أن الحقيقة هي في لاوعيه، حيث تختزن التجارب وتروح تتصاعد، من دون أن يشعر، إيحاءً وحركةً وايقاعاً .
«خيول قلبي».. خيول قلب عبد الكريم، ترى من امتطاها؟ وهل صانوها حتى تصونهم؟ (لسانك حصانك إن صنته صانك).
لا يهم.. المهم هل ما زال للشعر والخيال والصور الإيقاعية مكان في عالم «الانترنت» و«الفايسبوك» و«الواتس آب»؟ هل ما زال مكان في عالمنا المادي «المعجوق» هذا؟.. لزاوية قصيّة يقف فيها قلب الانسان مناجياً قمراً أو نجمةً أو حتى وجهاً جميلاً؟ وجه حوريّة في طرف عينيها حور تقتل بجمالها من دون أن تحيي القتيل فيما بعد؟
نعم، لشعر عبد الكريم (الحرّ في ايقاعه وموسيقاه وقافيته ورويّه) هذا السحر الذي يعيدك الى زمن الحلم والمراهقة والطفولة في غيّ الشعر ودلاله! كما يحمل عقلك ليحلّل صوره بالمنطق الواعي.
نعم، في شعره وكلماته مروحة واسعة من الحلم والواقع، من الجرس الموسيقي وإيقاع طبول الحرب، فجياد قلبه قد تحملك الى الجنائن المعلّقة وقد تحملك الى معارك الحب والنزوة: «سأطلب المستحيل، المستحيل؟ سأطلب قصراً.. لا، لا.. سأطلب فردوساً وحرساً قاسياً مثلهم يمنع أولئك الذين يحاربون الحب والحقيقة».. مقطع من كلماته يتوق فيه إلى الحب والحقيقة، فهو مستعد لمحاربة من يمنعها عنه وعن قلبه وقلوب كل المحبّين العاشقين..
يقول: «اقبّل حنان الصدق فيك جمراً ورديّاً.. اطبع على أرضي المقدّسة وهلاليك قبلاً قرنفليّة وقمر..» نعم، هو الحب الصادق المقدّس المعبّر عنه بالقرنفلة والقمر حبيب العشاق.
عبد الكريم حسّاس في طبعه وفي شعره، صادق في اندفاعه كما في كلماته.. خيول قلبي دعوة لامتطاء العشق حقاً وحباً..
والسلام
شكري أنيس فاخوري