You are here

قراءة كتاب قراءة الأعراب الرواة ومشاهير العلماء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قراءة الأعراب الرواة ومشاهير العلماء

قراءة الأعراب الرواة ومشاهير العلماء

كتاب " قراءة الأعراب الرواة ومشاهير العلماء " ، تأليف د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

1- الهمز والتخفيف

الهمز ويقال له النبر وهو (رفع الصوت ، يقال : نبر الشيء ، إذا رفعه ومنه سمي المنبر ، لأنه مكان رفع الصوت)([88]) وحين سمع النبي محمد " رجلاً يناديه: يا نبيء الله ([89]) ، نهاه أن ينبر بأسمه فجعل تحقيق الهمز نبراً ([90]) ، ونص الحديث : (لا تنبروا باسمي)([91]) أي : لا تهمزوه . والهمزة النابرة عند مكي بن ابي طالب (ت437هـ) هي المحققة في النطق)([92]) .

والمحدثون يسمون تحقيق الهمز في النطق النبر الهمزي ، فإذا لينت وتحولت إلى حرف لين أو مد يسموه : نبر اللين أو المد ، فإذا ضعف الحرف أو شدد سموه : نبر التضعيف ([93]) .

والهمزة عند سيبويه حرف مجهور ، وهو (حرف اشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجري الصوت)([94]).

والهمز يحدث من انطباق الوترين الصوتيين في الحنجرة انطباقاً تاماً ثم ينفرجان ، خلافاً للحرف المهموس الذي عرفه الخليل بأنه (حبس الصوت في الفم مما لا أشراب له من صوت الصدر ، ولا جهاره في المنطق ولكنه كلام مهموس في الفم كالسر)([95]) بمعنى أنه يخرج من الفم من دون جهد .

وتسهيل الهمزة هو تخفيفها ، إذ تنتقل حركتها الى الحرف الساكن الذي قبلها فتضعف ، فتحذف نحو : قَدْ أفلح ، تصبح في التخفيف قَدَ فْلَحَ وهذا يعني سقوط القاعدة الاولى من المقطع الطويل المغلق الثاني وإحلال القاعدة الثانية من المقطع الاول محلها كما هو موضح في التقطيع الآتي :

تحقيق الهمز :

س ع س س ع س س ع س ع

قَدْ أفْلَحَ : ق ـَ د ء ـَ ف َ ل ـَ ح ـَ

طويل مغلق طويل مغلق قصير قصير

تخفيف الهمز :

س ع س ع س س ع س ع

قَد فْلَحَ : ق ـَ د ـَ ف ل ـَ ح ـَ

قصير طويل مغلق قصير قصير

وقد تقلب الهمزة الى حرف مجانس للحرف الذي قبلها ثم تدغم فيه نحو : بريئة وبريّة ، وخطيئة وخطيّة.

ومنه قوله تعالى: ]أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ[([96]) .

إن تحقيق الهمزة وتخفيفها من الظواهر الصوتية الشائعة والمشهورة في اللهجات العربية القديمة التي اشتهر فيها عدد من القبائل العربية دون غيرها ، فقد عرف عن تميم تحقيق الهمز على حين أن المشهور عن اهل الحجاز التخفيف ([97]).

ولعل سبب تحقيق الهمز عند تميم أنهم قبائل بدوية يناسب طبعها النطق بالاصوات المجهورة لما فيها من قوة ، وشدة ، لكي تبلغ هذه الاصوات الاسماع البعيدة التي لا تصدها مصدات من جبال ونحوها ، فهم يسكنون الصحراء المترامية الأطراف ، أما أهل الحجاز فهم يعيشون في المدن وبطون الوديان فناسب طبعها الأصوات المهموسة اللينة في الغالب . ولكن سيبويه ذكر أن التخفيف لأهل الحجاز ليس مطرداً بل غالباً عليهم إذ يعدل عنه الى تحقيق الهمز ، قال : (وقد بلغنا أن قوماً من أهل الحجاز من أهل التحقيق يخففون نبئ ، وبريئة ، وذلك قليل رديء)([98]) . الهمز ونخفيفها من الظواهر الصوتية الشائعة والمشهورة في اللهجات العربية القديمة التي اشتهر فيها عدد من القبائل العربية دون

همز ما لا يهمز

هناك ألفاظ في القرآن الكريم الأصل فيها التخفيف إلا أن عدداً من القراء يهمزونها كلفظ (الجان) في قوله تعالى: ]وَالْجَانَّ خَلَقْنَهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ[([99]) إذ قرأ أبو السمال([*]) العدوي الأعرابي : (والجأنَّ) بابدال الهمز من الالف([100]) والمسوغ لهذه القراءة التقاء الساكنين (الالف المدّية) والنون المشددة فاراد أن يتخلص من الفي قوله تعالى قو بلغنا أن قوماً من أهل تقاء الساكنين فهمز . وقرأ بهذه القراءة أيضاً الحسن البصري . قال ابو جعفر النحاس (روي عن الحسن البصري أنه قرأ(والجأنَّ) بالهمز كأنه كره اجتماع الساكنين)([101]) .

ونحو هذا قراءة ايوب السختياني : (ولا الضألين)([102]) .

وهذا يعني أن (الجأنَّ) بالمد تقع بمقطعين ، أولهما مديد ، وثانيهما قصير ، والمحدثون يسمون الاول (مغرق في الطول) هكذا :

س ع ع س + س ع

ج ـَ َ ن ن ـَ

وهي بالهمز ثلاثة مقاطع ؛ الأول قصير ، والثاني طويل مغلق او متوسط والثالث قصير ، هكذا :

س ع س ع س س ع : ج ـَ ء ـَ ن ن ـَ

Pages