You are here

قراءة كتاب القدس ملامح جيل يتشكل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
القدس ملامح جيل يتشكل

القدس ملامح جيل يتشكل

كتاب " القدس ملامح جيل يتشكل " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الفكر للطبا

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

غزة بين قِمَّتين

(7)

«أن تصل متأخراً خير من ألا تصل»..

بهذه العبارة - المشحونة بقدر كبير من الحزن والأسى- اعتذر الرئيس بشار الأسد للشعوب العربية عن انتظارها الطويل؛ لموقفٍ، لكلمةٍ، لردة فعلٍ، لحركة، لإجراءٍ، لإنكارٍ، لطرد سفير، لإنزال علم عدوّ ٍ، لقطع علاقةٍ، لفتح معبر، لنجدة مظلوم، لتضميد جرح مكلومٍ، لإغاثة ملهوف، لوقف نزيف دمٍ غزير عزيز يراق، لصرخةٍ مدوّية تخترق جدار الصمت..

وددت أن أقول للسيد الرئيس المهموم بقضية أمته: لا تحزن!! لئن كانت القاعدة العامة أن الوجود خير من العدم، وأن التأخر خير من الغياب، فإن غياب النفاق خير من وجوده {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ *} [التوبة: 9/47] .

عشرون يوماً قبل القمة الطارئة، والجرح الفلسطيني في غزة الصامدة ينـزف، والأطفال يُقتلون ويروَّعون، والبيوت تدمر فوق رؤوس ساكنيها، والقتل الجماعي لأسر برمتها يستعر.. والمستشفيات والمدارس والمساجد، والملاذات الآمنة، ومراكز الأونروا، وطواقم الإسعاف.. كلها تُقصف بأعتى أسلحة الدمار الشامل، وبالمواد الحارقة المحرمة، على مرأى ومسمع منكم أيها الغائبون المخذِّلون..، وأنتم تراوغون وتماطلون، وتستقبلون العدو بالأحضان وتقبِّلون، وتفاوضون، وتتلعثم ألسنتكم بانتحال المبررات والأعذار، وتُلقون باللوم على الضحية وتعذرون الجلاد، وأنتم تتفرجون على سياطه تلهب ظهور أبنائكم على شاشات التلفاز.. ما الذي كنتم تنتظرون وأنتم تتابعون العدد المتزايد باطراد من الدماء النازفة، والمساحات المحروقة في غزة؟! ما عدد الشهداء الذي كنتم تعدونه كافياً للموافقة على عقد قمة، فضلاً عن التحرك في كل اتجاه لوقف نزيف الدماء؟! ما التفسير الذي كنتم تنتظرونه من شعوبكم لتخاذلكم وصمتكم وقعودكم عن نصرة أهلكم؟!

لقد التمست شعوبكم لكم العذر لإسكاتكم أسلحتكم؛ التي وفرت لكم أثمانها من أقواتها؛ لتتكدس وتصدأ في مخازنكم؛ مدركة أن للحروب العصرية حساباتها واعتمادها على التفوق التقني؛ الذي لم تسمح مصادر التسليح الأمريكية للعرب مجتمعين أن يحققوا فيه تفوقاً على إسرائيل، وأن لا سبيل للشعوب المقهورة بالاحتلال إلا المقاومة التي توفر أسلحتها ذاتياً من الحجر الذي تلتقطه من ركام بيتها المهدم، والصاروخ الذي تصنعه في ورشة الحدادة، والسلاح الذي تنتـزعه من يد عدوها.

فما العذر الذي يمكن لشعوبكم أن تلتمسه لكم في التواطؤ مع عدوّها لتصفية المقاومة؛ ملاذها الأخير وخيارها الوحيد؟!

Pages