إن نتاج عصام وزوز الذي سيطالعه القارئُ الكريمُ في هذا الكتاب. هو نتاج جيّد يشهد له بذلك كل من يقرأه بتمعنٍ. وهو نتاج يستحق ليس القراءة والتعليق بل والدراسة لأنّه نتاج لإنسان مجد ومجتهد.
قراءة كتاب لجين الشوق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
وألقى أسداله دويُّ ذلك الانفجار القوي على الموقف حينها، لتتجه امرأة نحو الطفل المسكين، بعد أن كانت منها صرخة عظيمة زرعت القشعريرة في الأجساد، وهوت لتطفئ النيران المشتعلة في جسده الصغير، دون أن تعلم من نفسها عجزاً عن إطفاء النيران الحقيقية التي ستمتليء بها نفسه عند إدراك الحقيقة المرّة التي ارتدت من الأثواب أسودَها.
وأتت به المستشفى، ومنه تبدأ معاناته بمعالمها المتداخلة في الرسم، فينظره كلُّ من في المستشفى بألمٍ وحسرة، وهم يلعنون أفعال الكفرة الذين ما جعلوا لفسادهم في الأرض حداً، من غير كثير عُجبٍ، لأنّهم هم المفسدون ولكن.. لا يعلمون.
الطبيب: لابد من خياطة الجروح في وجهه أولاً، ثم تغطية العينين، بلطفٍ وهدوء، فجسده لا يحتمل تلك العمليّات التي سيتلقّاها تباعاً.
وتمرّ أيّام قلائل، وقد عاشها الفتى الأسطورة غائباً عن دنيا الظلم والجور، ليعود وقد تبدلت كثير من أمور، فقد أبت أن ينظرها الألوانُ إلاّ الأسود منها، فيا له من فقيرٍ حُجبَ عنه النور، ليكره حالاً مؤلماً كان قد نسج خيوطه حوله، لتمرّ السنين عليه وقد أضاءت في نفسه ناقوسَ الأملِ (.. ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ) .
من هنا كان العمل، فاكتفت الرئتان من هواء الشّهيق، لتزفر الأفعال تغييراً يشهدُهُ عالمٌ سيكون منه الترقبُ بخوفٍ، وهو يحسبُ كلّ الحسابِ لصغيرها قبل الكبير، ونحن ننظرُ من المكانة أرفعَها ليعود لنا المجدُ بعزّةٍ ورجوعٍ إلى كريم الأخلاقِ.
عمّــــان..... 26/10/2004