You are here

قراءة كتاب لبيك: حج الفقراء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لبيك: حج الفقراء

لبيك: حج الفقراء

كتاب " لبيك: حج الفقراء " ، تأليف مالك بن نبي ،  ترجمة: د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

إن ترجمتنا أول مرة لهذه القصة إلى اللغة العربية - حسب مصادرنا - تمكن القارئ العربي من الاطلاع على أسلوب (بن نبي) الروائي، الذي لا يختلف كثيراً عن أسلوبه القصصي الذي تميز به في كتابه "مذكرات شاهد قرن". فرواية "لبيك: حج الفقراء"، تميزت بسلاسة الأسلوب في سرد الأحداث، وغناها بعنصر التشويق، إذ لم تخل كذلك من التنكيت والطرافة وتلك خاصية امتاز بها سكان الجنوب القسنطيني خاصة في مدينة تبسة والمدن المحيطة بها، كدوار "قساس"- آنذاك- التي عمل فيها بن نبي مع خاله في مطحنة حبوب بعد تخرجه في مدرسة قسنطينة.

ولذكر هذه الأحداث، فإن بن نبي لم يكن يسعى لأن يكون مفكراً، يدرس مشكلات مجتمعه وينظر لها، بقدر ما كان ساعياً لأن يكون "كاتب قصة"، - كما صرح بذلك لابنه الروحي السيد عمر كامل مسقاوي كما كان يناديه - ولكنه أبى أن يكون كذلك، "لأنه كان صاحب قضية يدافع عنها".

إن الأستاذ عمر مسقاوي لم يدخر أي جهد في إيصال الأمانة - الأفكار - إلى أصحابها وذلك منذ نصف قرن، فلقد كانت – وما زالت - قضيتَه بعد وفاة أبيه الروحي بن نبي. فإذا لم يسمح الاستعمار يوماً لبن نبي بمزاولة دراسة القانون في فرنسة، فإن تبليغ الأمانة لم يسمح أيضاً للأستاذ مسقاوي بمزاولة دراسته العليا يوماً بفرنسة. لذلك يحسن بنا أن نقول: إنه إذا شاء الله بمفكر أو بأفكار خيراً فليرسل إليهم الأستاذ عمر كامل مسقاوي.

فهل نتوانى نحن في الدفاع عن قضيتنا، ولا نسعى للنهوض بأمتنا إلى الأمام وإن كثرت الصعاب؟. أنركن إلى الكسل وإلى الهوان، ننتظر ونحيا حياة الحجر؟.

إذا كان إبراهيم السكير قد تاب وعاد إلى التشمير عن سواعده، ليباشر العمل في حمام يبيع فيه المشروبات لرواده. ومن ثم فإن السواعد الجزائرية يُنتَظر منها أن تقوم بما قام به إبراهيم: أي العمل.

فالعمل وإن كان بسيطاً، فإن توجيهه الصحيح يمكن أن يثمر إذا كان من أهدافه هدف اجتماعي لا كسب للقوت اليومي فحسب. إن العمل وتوجيهه لا يُؤتي أكله إذا لم يكن مصحوباً ومدعماً بنزعة تحدٍّ، يخالجها نبذ للعوامل الداخلية كالقابلية للاستعمار والروح الانهزامية وقلة الفاعلية.

فالطفل هادي تحدى رفاقه وصعد إلى المركب ليحج هو الآخر، وإن كان بينه وبين البيت الحرام بحر. فتحدي هادي، ونقاوة نفس إبراهيم دفعت بهما إلى أبعد الأمصار، لأن العزيمة أقوى من أن تقهر.

فالشاعر الشاب (2) لم يخطئ عندما قال:

ومن يتهيَّب صعود الجبال

يعش أبد الدهر بين الحفر

وشاءت الأقدار أن يشارك في صياغة نص هذه الترجمة بعض المثقفين من محور طنجة - جاكرتا مثل الأخوين الطيب ولد عروسي وعثمان عبد المجيد، اللذين أقدم لهما كل امتناننا وتشكراتنا. كما أشكر الأصدقاء الذين لم يدخروا أي جهد، أذكر منهم الأساتذة: حاج عبد الرحمن، وبديار، وبن حجة.

رحم الله بن نبي إذ كان يقول: "الصعوبات من علامة النمو"، فإذا كان نمو أمتنا محفوفاً بالصعاب، فإن المسلم عامة والجزائري خاصة، لا يبالون على أي جنب يكون مصرعهم للإيفاء بهذه المهمة وهذا من طباعهم المعهودة.

ونأمل التوفيق والعمل المثمر من أجل بلدنا وأمتنا.

المترجم (ز. خ)

باريس، 5 جويلية

(تموز/ يوليو) 2007م.

Pages