كتاب " مذكرات ميت " ، تأليف مازن محمد ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
You are here
قراءة كتاب مذكرات ميت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
[ 16 ] !..
الأمواتُ لا يتحدثون عبثاً،،
إنّ أحاديثهم مليئةٌ بفراغٍ لا يشعرُ به الأحياء!!
[ 17 ] !..
قتلتٌ امرأةً حسناء قبل ثلاثة أيّام،،
يومُ القتل: كنتُ أبكي من شدّة شعوري بالذنب،،
اليوم الذي يليه: كنتُ أتنهّد وأسترجعُ مع نفسي خصالها الرائعة
بالأمس: كنتُ حزيناً جداً،،
اليوم: أشربُ الشّاي وآكلُ الفستق، فقط!!
[ 18 ] !..
رسالةٌ واحدة متكررة أتلقّاها من كل تابوتٍ أحملهُ على ظهري: أنتَ لست خالداً، سيحملونك هكذا في يومٍ ما، مُباشرةً أرمي هذا التابوت وأتّخذ من زاوية المقبرة مجلساً وأبكي بصمت، كي لا يسمعني العم (عشماوي) ويهزّئني أن الدموع ليست للرجال، أرى كلّ الذّنوب التي ارتكبتها ترقصُ أمامي، خصوصاً تلك الذنوب الليلية التي تكونُ فيها الأنثى روايةً وأنا غلاف!
[ 19 ] !..
من يشعرُ أنني أشبههُ نوعاً ما فهذا شيءٌ طبيعي، قد كنتُ انساناً مثلكم قبلَ أن أعتزلَ الحياة وانضمّ لفريق (الأموات) وما أنثرهُ هنا مجرّد بقايا وذكريات ستفيدكم عبرةً، وتفيدني تسليةً مع غناء الأرواح وأهازيج الأشباح، وجثثٌ وهياكل لنساءٍ تزورٌ بعضها بعضاً دونَ نقابٍ أو غطاء!!
[ 20 ] !..
الزمنُ يُطبّق عليّ الآن حدّ الحرابة!!
أكبرُ ذنوبي (حياة)، وأخفّ عواقبي (موت)،،
[ 21 ] !..
عندما مُتّ، كنتُ أنتظرُ أحدهم يأتيني ويلبسني كفناً حريرياً بعد أن يطيّبني بالمسك والعنبر، بقيتُ هكذا حتّى تعفّنت جثّتي، وأنا روحٌ هلامية لا أقوى على فعلِ الأرواح التي ترتدي الأجساد، انتظرتُ ثلاثة أيّامٍ بجانبِي حتّى أيقنتُ أنّه (لا عزاء)!!