كتاب " مذكرات ميت " ، تأليف مازن محمد ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
You are here
قراءة كتاب مذكرات ميت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
[ 31 ] !..
كلّ هؤلاء يحتاجونَ لـ 10 دقائق داخلٍ قبرٍ ضيّق:
- ما تبقّى من رؤساء العرب الذين لم يعصفُ بهم الربيع،،
- قاضٍ حكمَ على نفسهِ بقبولِ (رشوة)،،
- عربيّ يتفنّن في تعذيب واستبدادِ أجانبٍ على كفالته،،
- العم (عشماوي)،،
- سُعاد الـ....: تلكَ العربيّة التي صادفتها في برلين وسلّمتها روحي.
أما أنا، أحتاجٌ لإقامةٍ دائمة في هذا القبر، وخروجٌ نهائي من الحياة!!
[ 32 ] !..
سعاد لم تقتلني فقط، بل أجبرتني على تمزيقِ هويّتي وأوراقي الثبوتيّة، قالت لي حين نشوة سأكونُ وطنكَ الذي لن يطردكَ أبداً وبدونُ شعور مزّقتُ كلّ شيء لتتركني بعدها وتنعتني كأغنيةٍ جاهليّة: أيّها المتشرّد، أنا لا آوي غرباءً أجهلُ أصولهم،، ابحثَ عن وطنٍ آخر!!
[ 33 ] !..
عندما مررتُ بجوارِ مقبرةٍ في منطقة (البلد) في جدّة، فاحت رائحتي النّتنة منها!..
آآآآآخٍ عليكِ حينَ تنثرينَ رفات عظامي في كلّ المقابر، وتُهدينَ لكلّ ميتٍ حديث سيرتي الذّاتية، أيّ جبروتٍ هذا الذي بقلبك يجعلكِ تقتلين مقتولاً؟!
[ 34 ] !..
أسيرُ حافياً فوق الثّلج، آثارُ خطواتي قطراتُ دمٍ وتناهيد ساخنة تنبعثُ دخاناً وتتكثّفُ سحباً من وجع، أجرّ حقيبتي باحثاً عن مقبرةٍ أخرى أكملُ فيها ما تبقّى من عمري!!
نصيحة مجّانية: لا تعشق امرأة ميّتة، (المشاوير) بين الموت والحياة مهلكة جداً!!