You are here

قراءة كتاب الخطاب الحجاجي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخطاب الحجاجي

الخطاب الحجاجي

كتاب " الخطاب الحجاجي " ، تأليف د. هاجر مدقن ، والذي صدر عن منشوات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 4

التمهيد

النص والخطاب (إشكالية المصطلح)

يستحوذ مصطلحا "النّص" و"الخطاب" على اهتمام أغلب الدّارسين والنّقاد باختلاف مدارسهم واتجاهاتهم، ولكن لا يكاد المتتبع لهذه الدراسات أن يقف على تعريف شاف لأي منهما، ولا سيما وأن أول ما سيواجهه هو إشكالية تتمثل في:

إن كان النص والخطاب مفهومين منفصلين، أم أن كليهما واحد؟ فعندما نقرأ بعض الدراسات نجد كثيرا منها قد استعملت مصطلح النص (Texte)؛ وهي تقصد الخطاب (Discours)، ونجد كثيرا منها قد استعملت الخطاب وهي تقصد النص، ولذلك نتساءل: ما الفرق بين النص والخطاب؟ أين يلتقيان وأين يفترقان؟.[1]

أ- الّنص:

1- النّص لغة:

تتعدد معاني هذه المفردة في اللغة بتعدد استعمالاتها ونجدها مجملة في ((لسان العرب)) لـ:"ابن منظور" كالآتي: النص: رفعك الشيء، نص الحديث ينصه نصا: رفعه، وكل ما أظهر فقد نص، (…] ونص المتاع نصا: جعل بعضه على بعض، وأصل النص أقصى الشيء وغايته، ونص كل شيء منتهاه[2]. فهي- المعاني- بمعنى الإظهار والتبيين، وكذا بمعنى السبك والترتيب، وترد بمعنى نهاية الشيء وغايته الكلية كالكلام مثلا.

2- النّص في الدراسات القرآنية:

أما عند الفقهاء: نص القرآن ونص السنة؛ أي ما دل ظاهر لفظها عليه من الأحكام[3]. ويعرفه "الشريف الجرجاني": النص ما لا يحتمل إلا معنى واحد أو ما لا يحتمل التأويل[4]. بينما يرى "محمد مفتاح" أن أول المؤسسين لمفهوم النص في الثقافة العربية هو: "الشافعي" الذي عرف النص في ((رسالته))، وقرر أن النص هو: المستغنى فيه بالتنـزيل عن التأويل[5]، وفي هذا التعريف ربط لمفهوم النص بالتأويل على غرار التعريفين السابقين، لكنه ليس بمعنى المرادفة، إنما بمعنى المفارقة؛ أي برفض التأويل واستخراج المعاني المتعددة. وهذا أمر معروف لدى كثير من المفسرين، والمتصوفة، والمؤرخين.

3- النّص في الدراسات اللغوية الحديثة:

أما الدراسات الحديثة، فقد انطلقت في تعريفها للنص من المفهوم الغربـي المأخوذ كما هو معلوم من اللاتينية (Textus) وتعني النسيج[6]؛ أي أنه كما يعرفه "فاولر": بنية في أصلها متوالية من الجمل المترابطة فيما بينها تشكل استمرارا ونسيجا على صعيد تلك المتوالية[7]. وفي لسانيات النص تشكل كل متتالية من الجمل نصا؛ شريطة أن يكون بين هذه الجمل علاقات أو على الأصح بين بعض عناصر هذه الجمل علاقات، تتم هذه العلاقات بين عنصر وآخر وارد في جملة سابقة أو لاحقة:

Pages