You are here

قراءة كتاب الخطاب الحجاجي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخطاب الحجاجي

الخطاب الحجاجي

كتاب " الخطاب الحجاجي " ، تأليف د. هاجر مدقن ، والذي صدر عن منشوات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 5

ويزيد "جان ميشال آدام Jean Michel Adam" على هذا في كتابه: ((مبادئ في اللسانيات النصية Elemants de Linguistique Textuelle))، بأن النصهو وحدة التبليغ والتبادل، ويكتسب النص انسجامه وحصافته (pertinence) من خلال هذا التبادل والتفاعل[8]. أما "محمد مفتاح" فيورد لفظ "التنضيد" كضمان للانسجام في تعريفه للنص بأنه: عبارة عن وحدات لغوية منضدة ومتسقة، لأن التنضيد يضمن انسجام العلاقة بين أجزاء النص، مثل: أدوات العطف، وغيرها من أدوات الربط[9]. فهذه التعريفات حصرت في معظمها ماهية النص في ظاهر الكلام، أو في جانبه الفيزيقي من حيث مكوناته وتراكيبه.

ب- الخطاب:

1- الخطاب لغة:

لم يخرج "ابن منظور" في تعريفه لمصطلح "الخطاب" وتحديد مفهومه عن دلالة الكلام ومعاييره، وهو ما ذهب إليه كثير من علماء اللغة قديما وحديثا، يقول" ابن منظور": الخطاب والمخاطبة مراجعة الكلام، وقد خاطبه بالكلام مخاطبة وخطابا، وهما يتخاطبان، والخطبة مصدر الخطيب، وخطب الخاطب على المنبر، واختطب يخطب خطابة، واسم الكلام الخطبة (…] وذهب أبو إسحاق إلى أن الخطبة عند العرب: الكلام المنثور المسجع، ونحوه، وفي التهذيب: الخطبة مثل الرسالة التي لها أول وآخر[10].

2- الخطاب في الدراسات القرآنية:

ورد الخطاب في القرآن الكريم بصيغة المصدر في ثلاث آيات وهي: قوله تعالى: (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الحِكْمَةَ وَفَصْلَ الخِطَاب) (سورة صالآية 20)، وقوله تعالى: (فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الخِطَاب) (سورة صالآية 23) وقوله عز وجل: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنُ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا) (سورة النبأ الآية 37).

وورد بصيغة الفعل في آيات ثلاث أيضا وهي: قوله تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُم الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاًمًا).

(الفرقان الآية 63)، وقال تعالى: (وَلاَ تخُاَطِبْنِي فِي الذِينَ ظَلَمُوا) (هود الآية 37)، وقوله عز وجل: (وَلاَ تخُاَطِبنِي فِي الذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُغْرَقُونَ) (المؤمنون الآية: 27).

تتفق كتب التفسير في ضبط مفهوم الخطاب كما ورد في هذه الآيات، ومنها ما أورده "الزمخشري" في:

((كشافه)) في تفسير كلمة "الخطاب":

ففي قوله تعالى: (وَلاَ تخُاَطِبنِي فِي الذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُغرَقُونَ). وردت بمعنى: لا تدعُني في شأن قومك…[11]. وفي قوله تعالى: (لاَ يَملِكُونَ مِنهُ خِطَابًا)؛ أي لا يملكون أن يخاطبوه بشيء من نقص في العذاب أو زيادة في الثواب[12]. وقوله عز وجل: (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَينَاهُ الحِكمَةَ وَفَصْلَ الخِطَابِ) القصد الذي ليس فيه اختصار مخل ولا إشباع ممل[13]. وفي قوله تعالى: (فَقَالَ أَكفِلنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الخِطَاب). فهذا التفسير شأنه شأن باقي الكتب والمعاجم، قرن الخطاب بالكلام كفعالية فردية ونشاط ذاتي يعتمده المتكلم في تعبيره عن أغراضه.

3- الخطاب في الدراسات اللغوية الحديثة:

يورد "إبراهيم صحراوي" في كتابه: ((تحليل الخطاب الأدبـي))، إحاطة شبه تامة بهذا المصطلح؛ حيث يرجع ظهوره في حقل الدراسات اللغوية إلى الغرب، أين نما وتطور في ظل التفاعلات التي عرفتها هذه الدراسات، ولا سيما بعد ظهور كتاب "فرديناند دي سو سير Ferdinand de Saussure": ((محاضرات في اللسانيات العامة))؛ الذي تضمن المبادئ الأساسية التي جاء بها هذا الأخير، وأهمها: تفريقه بين الدال والمدلول؛ واللغة كظاهرة اجتماعية، والكلام كظاهرة فردية، وبلورته لمفهوم "نسق" أو "نظام" الذي تطور فيما بعد إلى بنية[14].

وقد خضع مفهوم هذا المصطلح للتعدد بناء على تعدد مدارس واتجاهات الدراسات اللسانية الحديثة، وتضمن بهذا كل خصائص هذه الاتجاهات حتى استشكل تعريفه أو الوقوف على ميزات خاصة به لا تجمعه بالنص، ولا تتيح فرصة تميزه عن لسانيات النص، والجملة وتحليل الخطاب، ولسانيات الخطاب كذلك "Linguistique de discours"، لكن هذا التشتت سيمنح فرصة التعرف على شتى هذه الاتجاهات بتعدد التعاريف، والتي منها ما يشير إليه "دومينيك مانقينو

D. Maingueneau" في كتابه: ((الاتجاهات الجديدة في تحليل الخطاب))، حيت يعزو تعدد دلالات الخطاب إلى خروج تحليل الخطاب عن المجالات اللسانية أحيانا وينتهي إلى تعريفه كما يلي:

1- الخطاب مرادف للكلام عند "دي سوسير"، وهو المعنى الجاري في اللسانيات البنيوية.

2- هو الوحدة اللسانية التي تتعدد الجملة فيها وتصبح مرسلة كلية أو

ملفوظا.

3- الخطاب ملفوظ طويل أو هو متتالية من الجمل تكون مجموعة منغلقة يمكن من خلالها معاينة بنية سلسلة من العناصر بوساطة المنهجية التوزيعية وبشكل يجعلنا نظل في مجال لساني محض[15].

Pages