كتاب " عشق السكون كل إمراة هاجر " ، للمؤلفة نورية تشالاغان ، ترجمة
You are here
قراءة كتاب عشق السكون كل إمراة هاجر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الــقـــــرار
عدنا مجدداً نعيش في بيت واحد. كنت أنتظر مجيء ولدي إلى الحياة بينما كانت سارة تضع خططاً لأمور أخرى. باتت في الأيام الأخيرة وكأنها تعيش في الماضي, نسيت نفسها وتمسّكت بالماضي. هل هذه هي علامات الشيخوخة أم هي فقدان الأمل بالمستقبل؟ كان واضح أنها تشعر بالإحباط والانهيار مع ذكريات الماضي المنسيّة. كان من الصعب أن تعيش بهذه المشاعر, كنت أشعر من زمن بأنها تبحث عن حلّ, إن وضع سارة الجدي يخيفني جداً, رحت أردد الدعاء لكي ترحمني وترحم ولدي.
كثيراً ما كانت سارة تتحدث مع إبراهيم عني وعن ولدي. والآن يتحدثان من جديد, سارة غاضبة وأما إبراهيم فقد كان حزيناً. هاجت سارة وازرقّت العروق في جبينها. كانت توصل لإبراهيم فكرة غزت مشاعرها منذ زمن بعيد:
- ليذهبا, ليذهبا إلى مكان بعيد.
أكّدت القرار الذي اتّخذته, تمسّكت روحها بأدعية تلبّي رغبتها:
- ليذهبا.
كنت أعلم ما الذي تريده في قرارة نفسها.
- ليكن مكاناً بعيداً جداً, لا الرياح تجلب مخاوفهما ولا الناس يجلبون أخبارهما. ليذهبا إلى أماكنَ موحشة, فلا العبيد تسمع آهاتهما ولا أحد يسمع همومهما.
ليكن مكاناً بعيداً بحيث لا يشعر إبراهيم بأبوته ولا يرى ابتسامة ولده ولا يراقب خطواته, يجب على ولد هذه المرأة ألاّ ينادي إبراهيم بكلمة "بابا"..
ليكن مكان بعيد, طقسه غير هذا الطقس وماؤه غير هذه الماء فلا يخفق طيرٌ بجناحيه في ذاك المكان.
راقت هذه الأمنية لسارة فراحت ترددها لنفسها مراتٍ عديدة "ليذهبا".
صمتت سارة.
صمت إبراهيم.
قاطعهما الكلام وانكسرت الكلمات, تباعدت أحاديثهما.