قراءة كتاب المحبات الأربع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المحبات الأربع

المحبات الأربع

كتاب " المحبات الأربع " تأليف سي . أس .

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

يترتَّب على ما سبق قولُه إنَّ علينا ألَّا نَنضَمَّ لا إلى مؤلِّهي الحُبِّ البشريِّ ولا إلى فاضِحي زَيفِه. وقد كان تَأليه الحبِّ الشَّهوانيِّ ‘‘والعواطفِ العائليَّة’’ ضلالةً كبيرةً في أدب القرن التاسع عشر. فإنَّ براونِنغ (Browning) وكِنغزلي (Kingsley) وپاتْمور (Patmore) يتكلَّمون أحيانًا كما لو كانوا يعتقدون أنَّ الوقوعَ في الغَرامِ والتقديسَ هما الشيءُ نفسُه؛ والرِّوائيُّون عادةً يُعارِضون ‘‘العالَم’’ لا بملكوت السَّماء بل بالحياة البيتيَّة. وما يزال مجتمعُنا يعيشُ في ردَّةِ الفِعل على ذلك. ففاضِحو الزَّيْف يَصِمُون مقدارًا كبيرًا جدًّا ممَّا قاله آباؤهم في امتداح الحُبِّ بأنَّه هُراءٌ وعاطفيَّةٌ مُفرِطة. وهم دائمًا يقتَلِعون جذورَ محبَّاتِنا الطَّبيعيَّةِ المُبتلاةَ بالدُّود والعَفَن وينبذونَها. ولكنِّي أعتقد أنَّ علينا ألَّا نُصغيَ ‘‘لا إلى المارد الفائق الحكمة، ولا إلى ذاك المُفرِطِ الجهالة’’. إذ إنَّ الأعلى لا يُقوم من دون الأدنى. فلا بُدَّ أن تكون للنَّبتة جذورٌ في الأسفل وضوءٌ من الشمس في الأعلى، ويجب أن يكون في الجذورِ شيءٌ من الدُّود والعَفن. وكثيرٌ من ذلك الدُّود والعَفن ينتمي إلى التُّربة الصالحة، هذا إنْ تركتَه في البُستان ولم تُوالِ تَذرِيَتَهُ على طاولة المكتبة. فمن الممكن أن تكونَ المَحبَّاتُ البشريَّة صُوَرًا بَهيَّةً للمحبَّة الإلهيَّة- لا أقلَّ من ذلك، ولكنْ أيضًا لا أكثر- أوجُهَ قُربٍ بالمُشابهة قد تُعين في حالةٍ ما قُربَ الاقتراب، وقد تُعيقُه في حالةٍ أخرى. وربَّما لا تكون لها أحيانًا علاقةٌ وثيقةٌ بكِلَيهما.

Pages