أسرار خلف الأسوار

تسلقت تلك الأسوار المشيدة من الألم والمرصوفة بالآهات... اقتحمتها حاملاً قلماً حبره الصدق وريشته الأمان... تداخلت بين ردهات الأسرار... فتشت في صفحات العذاب... تعمقت في جنبات الغموض.. أبحرت في شطآن الوضوح... حاورتهم بقلب حان... أجابوا بكلمات تشكل حروفها الدموع... بعبارات على أسطر الجراح... في كتاب الماضي الذي يستمدون منه قوة وعزيمة لحاضرهم المشرق وإشعاع أمل لمستقبلهم المنير.
اخترت الإبحار في هذا العالم لما يكن بداخله من أسرار قد تخفى على الكثيرين سواء أكان ذلك الخفاء متعمداً بطرائق معلومة أم غير ذلك بسياسة مرسومة من قبل من أودعوا تلك الأسرار بين ثنايا أفئدتهم، إن جميع ما نثر بين صفحات هذا الكتاب واقع عايشه من نقلوا أحداثه بجميع تفاصيله وبكل مواقفه وكانت دموعهم وآهاتهم ونبرات الأسى والحسرة العامل المشترك أثناء بوحهم بهذه الأسرار والوقائع، ولقد اجتهدت في إظهار الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة واستندت إلى بعض المقربين ممن عاصروا وغاصوا وأخرجوا ما بدواخلهم من أصداف تحمل الألم ومحارات تختزن الشقاء من أجل إيصال ذلك بأدق أحداثه، وأتنقل في ارض المعركة بين ضحايا جيوش المخدرات المتفاوتين في الوصول إلى الهاوية ولكنهم يشتركون في بلوغهم النهاية لكي أستطيع انتقاء أكثر المآسي تأثيراً والتي أطمح أن يصل صداها مدوياً إلى الأرجاء الفسيحة لكي يتم الهدف ويتحقق المراد من الإفصاح.
آملاً أن تقي مساحات البوح هذه، من نحبهم.