You are here

$14.99
التنشئة الاجتماعية السياسية في مجتمعات الخليج العربية-دراسة أنموذجي الكويت والبحرين

التنشئة الاجتماعية السياسية في مجتمعات الخليج العربية-دراسة أنموذجي الكويت والبحرين

0
No votes yet

الموضوع:

تاريخ النشر:

2011
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

Overview

كتاب " التنشئة الاجتماعية السياسية في مجتمعات الخليج العربية-دراسة أنموذجي الكويت والبحرين " ، تأليف د. رعد حافظ سالم الزبيدي ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقوم التنشئة الاجتماعية السياسية بعملية تحويل الكائن البشري إلى إنسان اجتماعي سياسي. فهي تقوم بتنشئة الفرد جسميا ونفسيا وعقليا وعاطفيا وقيميا وثقافيا وسلوكيا. مما يساعد الفرد في التكيف الحياتي والبيئي والاجتماعي السياسي. وتعمل التنشئة نتيجة لذلك على المحافظة في استمرار الوضع الراهن والتكيف مع الأوضاع المستجدة، كما يمكنها إدخال بعض التغيرات على بعض من هذا الواقع الاجتماعي السياسي. بما قد يساعد في تكيف واستمرار وبقاء النظام السياسي والاجتماعي ككل أطول مدة ممكنة؛ ولكن يحدث أحيانا أن تقوم التنشئة الاجتماعية السياسية بتغير شامل للقيم الموجودة، وهي عملية صعبة أن لم تكن مستحيلة من أجل تنشئة الفرد على قيم مختلفة تماما عن القيم التي درج عليها المجتمع السياسي، وتقوم بعض مؤسسات أو هيئات التنشئة الاجتماعية السياسية مثل: الأسرة والقبيلة والمؤسسة الدينية والنظام السياسي بمهمة التنشئة الاجتماعية السياسية. إذ يتم بواسطتها نقل القيم والممارسات والثقافة من جيل إلى جيل أو القيام بتغير جزئي أو كلي لها، وفي الوقت الذي تقوم هذه الهيئات بوظائفها فأنها تتأثر في عوامل عدة. كالعوامل الذاتية والبيئية؛ ونتيجة لعملية التنشئة الاجتماعية السياسية هذه والعوامل المؤثرة فيها, يقوم الفرد والجماعات الاجتماعية بسلوك اجتماعي سياسي معين يؤمل منه في الغالب أن يؤدي إلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وهو الغاية الذي تسعى إليها معظم النظم الاجتماعية والسياسية؛ ولكن يحدث أن يقوم أفراد وجماعات معينة بسلوك يختلف عن أو يتقاطع مع أهداف النظام الاجتماعي والسياسي، ولأسباب مختلفة مما قد يتسبب في حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، ومن بين مظاهر أو نتاج عملية التنشئة الاجتماعية السياسية يُذكر الاختلاف في السلوك السياسي بين الأفراد؛ وكذلك بين الجماعات السياسية. فيمكن ملاحظة أن هناك اختلافا في الاهتمام بالحياة السياسية، وفي السلوك الانتخابي، والهوية الحزبية والأيديولوجية، والاتجاهات والآراء السياسية. كما أن هناك اختلافا بينهما في تقويم القيادات والسياسات العامة، فبعض الناس لديهم إحساس قوي بالولاء لوطنهم ونظامهم السياسي، لذلك يشاركون مشاركة إيجابية في الحياة السياسية كالمواظبة والحرص على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية والعامة، وحضور الاجتماعات والنوادي الشعبية التي تتمثل بالديوانيات إلى جانب الاتصال بالهيئات العامة عن طريق الواسطة، وشيوخ العشائر والقبائل، والدفاع عن الوطن في الوقت الذي يملك البعض الآخر ضعف الولاء للوطن والنظام السياسي؛ لذلك لا يهتم بالمشاركة الإيجابية ويتخذ موقفا لا مباليا ومغتربا من الأنشطة السياسية، ويحاول التأثير في الحكومة بواسطة المظاهرات، وتقديم العرائض الاحتجاجية من أجل تغير سياساتها أو اللجوء إلى مشاركة سلبية عن طريق محاولة قلب نظام الحكم. هذا وتبرز بعض نقاط التشابه والاختلاف في العمليات والخصائص المميزة للنظم السياسية من حيث عملياتها أو عوامل استقرارها واختلافا نسبيا في سلوكها. ويمكن أيضا ملاحظة اختلاف الأفراد في درجة ميولهم لتكوين الجماعات الاجتماعية للتأثير في الحكومة، واختلافهم في أساليب ووسائل حل المشكلات السياسية، كاستخدام الوسائل السلمية أو العنيفة، واختلافا في درجة الاعتراف بحقوق الآخرين، فضلا عن اختلاف السلوك السياسي للمرأة عن الرجل. إلى جانب ذلك يمكن إدراك وجود اختلاف في معرفة الفرد بالعناصر التي تسهم في عملية تسلم الطلبات الشعبية، وإصدار القرارات الحكومية ودرجة إدراك الفرد لحقوقه وسلطاته ودوره في التأثير على النظام السياسي. فضلا عن كل ما تقدم هناك بعض الاختلاف والتشابه بين المجتمعات في درجة الاندماج السياسي والشعور القومي على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية. كما يمكن ملاحظة تأييد ومنح أو معارضة وإيقاف النظام السياسي لأجراء إصلاحات سياسية حقيقية، والمشاركة السياسية الفعالة والضمانات الدستورية لها، وحقوق المواطنة والمساواة التامة بين المواطنين في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتكوين الأحزاب، وقيام مجالس وطنية. كما يوفر الاستقرار السياسي أو عدمه مظهرا آخر من مظاهر التنشئة الاجتماعية السياسية. ويُعتقد أن عملية التنشئة الاجتماعية السياسية في دول الخليج العربية في إطارها العام لا تشذ كثيرا من حيث: أهدافها، ووظائفها، والعوامل المؤثرة فيها، وعلاقاتها مع الثقافة السائدة، ونتائجها ومظاهرها عن نظيراتها في دول كثيرة إلا بقدر ما يتعلق الأمر بخصوصية هذه المنطقة التي تترك بلا شك بصمات خاصة ومحددة على عملية التنشئة الاجتماعية السياسية. وفي الوقت الذي يُعتقد فيه أمكانية اعتبار التنشئة الاجتماعية السياسية في كل من الكويت والبحرين غير مختلفة تماما مع نظيراتها في دول الخليج العربية الأخرى إلا أنه يُفترض هنا أيضا أنها تتميز في بعض الخصوصيات التي تجعلها تختلف نوعا ما عن نظيراتها في باقي مجتمعات هذه المنطقة.