You are here
بائع الهوى
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
Overview
كتاب " بائع الهوى " ، تأليف حكيم بن رمضان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
الحي ملاذ الشعراء. إنه مأوى أولئك الذين لم يعد لهم إلا الحكايا، وقوتهم الصبر اليومي وبعض الابتسامات التي تدفن خلفها الألم. خلال سنوات عجاف صار الحي حديقة من دون بنفسج، ولا ينبت الزهر فيها ولا حتى شقائق النعمان، وهجرتها البلابل يوماً، وكفرت بها الفراشات ذات ربيع. الناس في الحي الشعبيّ يروون أحلام الآخرين ويحصون مغامراتهم، وليس لديهم سوى بقايا أحلام وأضغاث أوهام وشيء من أمل قد سئم. منذ أيام أصبح الحي مقبرة يحترق فيها الياسمين؛ وفي واحد من تلك الأحياء المجهولة من تلك المدن المنسيّة أضرم شاب النار في نفسه ليحترق فاحترق، لتصبح جثته شمعة في مدينة تشتعل أو ربما تحتضر. قد يسمو جسمه نحو الجنة أو ربما يلقى في النار، ولكن الأكيد أنه وصل إلى السماء محترقاً. قيل صفعته امرأة، وقيل كانت من الشرطة، ولكن لا أحد يعلم إن كان حزّ في نفسه أن تصفعه امرأة أو أن عجز عن ضرب البوليس، ذلك الأمر سر احترق معه. بعد أسابيع سوف يموت، وبموته يدفن الظلام الذي اغتاله من دون أن يشهد بزوغ الفجر؛ فالشمعة لا تحترق مرتين، حسبها أنها أنارت ما حولها. لعلّ الحي صار للغرباء وطناً، فهو منفى الشعراء.
في مدينة أخرى بعيدة وبديعة يزورها السياح ليقتطفوا منها الصور والذكرى، وعند مدخل أحد أحيائها الشعبية في ساعة متأخرة من الليل تقف سيارة أضواؤها محطّمة وأبوابها مهشّمة، فيتفرق شبان الحي الذين اجتمعوا لاستذكار أخبار الناس تاركين القوارير الفارغة على قارعة الطريق. ينزل من السيارة أربعة رجال يتجهون عبر الأزقة الضيقة نحو شقة السيد حيدر قنديل ومن دون قرع الباب يأمرهم رئيس مكافحة الإجرام باقتحام المنزل. الشقة عبارة عن قاعة استقبال ذات مطبخ صغير وغرفة نوم ضيقة وبيت استحمام بالدش.
مشاركات المستخدمين