أنت هنا
صدور كتاب الأردن في العصور الحجربة للدكتور زيدان كفافي
ضمن مهرجان "القراءة للجميع، مكتبة الأسرة الأردنية"، الذي تقيمه وزارة الثقافة، صدر كتاب بعنوان "الأردن في العصور الحجربة"، للدكتور زيدان كفافي، وهو الكتاب الأول في "سلسلة كتب المطالعة في تاريخ الأردن" التي تصدرها "لجنة تاريخ الأردن".
أعد كفافي هذا الكتاب بتكليف من "لجنة تاريخ الأردن"، وهي لجنة مستقلة، يقع مقرها في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، "مؤسسة آل البيت" في عمان. وتتألف هذه اللجنة من رؤساء المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، والجامعة الأردنية، وجامعة اليرموك، وجامعة مؤتة، وجامعة العلوم والتكنولوجيا والجمعية العلمية الملكية.
وقال رئيس لجنة تاريخ الأردن، ورئيس المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية "مؤسسة آل البيت"، د. ناصر الدين الأسد "إن هذا الكتاب الذي قام بتأليفه الأستاذ المشارك في معهد الآثار والأنثروبولجيا بجامعة اليرموك، والباحث المتخصص في هذه الحقبة التاريخية، د.كفافي، يعدُّ الكتاب الأول من نوعه الذي يؤرخ للأردن في العصور الحجرية".
وقد عبّر د. كفافي، في التمهيد للكتاب - وهو في طبعته الثانية - عن سعادته بهذا التكليف الذي أتاح له أن يقدم بحثا باللغة العربية عن الأردن في العصور الحجرية، لنشره ضمن بحوث "المرجع في تاريخ الأردن منذ أقدم العصور حتى التاريخ المعاصر".
ورأى كفافي أن المكتبة العربية تخلو خلوا يكاد يكون تاما من الكتب التي تتحدث عن الآثار الأردنية باللغة العربية، في حين، على النقيض من ذلك، تملأ المكتبات بالمئات، بل الآلاف من الكتب والأبحاث المنشورة باللغات الأجنبية وخاصة الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وهو ما يجعل من الصعب أن يرجع إليها الإنسان العادي، أو حتى المتعلم الذي لا يتقن اللغات الأجنبية.
يعد هذا الكتاب، بحسب المؤلف "مرجعية شاملة لجميع ما كُتب أو نشر حول العصور الحجرية في الأردن حتى العام 1989"، ويشير المؤلف إلى أن الفصل الأول منه يتضمن تقريرا حول النشاطات الأثرية في الأردن منذ النصف الأول لهذا القرن، وحتى الوقت الحاضر.
وقد استعرض كفافي النشاطات الأثرية الميدانية، من حفريات أو مسوحات أثرية، يمكن للقارئ أن يلاحظ من خلالها تزايد الاهتمام بدراسة العصور الحجرية في الأردن خلال السنوات العشر الأخيرة، مبينا أن المجتمعات البشرية الأولى كانت تعتمد الصيد بشكل رئيس في تأمين غذائها اليومي الأساسي.
وقال المؤلف "إن إعطاء فكرة بسيطة عن الوحدات البيئية في الأردن، في عصور ما قبل التاريخ، ضرورة ملحة، لفهم أثر هذه البيئة في وجود الإنسان أو المجموعات البشرية في المناطق التي توافرت فيها مصادرها الغذائية، وهو الموضوع الذي يتناوله البحث في الفصل الثاني من الكتاب".
ورأى كفافي أن "مرحلة العصور الحجرية تعتبر أطول فترة عاشها الإنسان في حياته على وجه البسيطة، لذا فإن من المحال دراستها كوحدة واحدة، وذلك نتيجة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، والتطورات الصناعية والبيئية التي حصلت في حياة الإنسان".
وبين المؤلف أنه اعتمد في هذا الكتاب على التطورات الاقتصادية المعيشية، كأسس للتقسيمات الفرعية، ما يسهل الأمر على الباحث والدارس والقارئ في الوقت نفسه. ويتحدث الفصل الثالث حول طبيعة المجتمعات البشرية التي عاشت متنقلة في الأردن، وكانت جامعة للقوات، واعتمدت الصيد والالتقاط وسيلة رئيسية لتأمين وجبة غذائها اليومي.
وأوضح كفافي أن هذه المجموعات قامت في مرحلة لاحقة بتطوير أساليب عيشها، وأخذت تتخصص في أكْلِ أنواعٍ معينة من الحيوانات وفي طحن الحبوب البرية قبل أكلها.
وقد تمكنت من تطوير وتحسين صناعة أدواتها الصوانية، وتوصلت لمعرفة الأدوات المركبة، واستقرت في قرى ومراكز لمدة معينة من أيام السنة، أطلق عليها اسم "قرى الصيادين".
وأعطى كفافي أمثلة عن هذه القرى المركزية، "عين غزال"، و"البسطة"، و"البيضا"، التي عاصرت القرى الزراعية - التي تركزت على الأغلب فوق المرتفعات الجبلية، في مخيمات صيد، ومراكز موسمية، انتشرت فوق مناطق متعددة من الصحراء الأردنية. وهي المجتمعات التي يمكن وصفها بـ"المجتمعات الرعوية والصيادة"، والتي كانت تعتمد الصيد والرعي أساسا معيشيا، ولم تكن بمعزل عن مجتمعات القرى الزراعية المجاورة، بل دلت الأدوات الصوانية والحجرية الأخرى على تشابه في صناعة هذه الأدوات، مما يعتبر دليلا واضحا على وجود اتصالات بين منطقتي الصحراء الأردنية والمرتفعات الجبلية.
وفي الفصل الأخير يتحدث كفافي عن مجموعات الحرفيين التي طوّرت حرفا صناعية متخصصة، حيث ظهرت مجموعات تخصصت كل منها في حرفة ما، في منطقة ما. وقد ساعد على هذا استخدام الإنسان لمعدن النحاس في تصنيع أدواته اليومة، بعد أن عرف كيفية صهره، جنبا إلى جنب مع الأدوات الفخارية التي كان الإنسان قد توصل لمعرفة تشكيلها من الصلصال خلال الألف السادس قبل الميلاد.