أنت هنا
نظرة عامة
كتاب" سيد المفاتيح" ، تأليف د. حسين المناصرة : ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
في مساءٍ هادئٍ، لا تختصمُ فيه النفوسُ الطيِّبةُ... تحسَّسْتَ فيهِ روحَ الأشياءِ اليانعةِ، فبدتْ مكسوةً ببقايا ندى ليلٍ مُقْمِرٍ، حيثُ يولدُ الفجرُ، وبَسْماتُ الضِّياء...ثمّ يهوي اللصوصُ وقطاعُ الطرقِ إلى أحاضيضهم...
في هذا المساءِ، مرَّتْ بجانِبكَ أمُّ أربعٍ وأربعينَ، تَلوّتْ.. شعَّ خبثُ عينيها... فقَعَ لونُها الأصفرُ داكناً بِسُمِّها الأسْودِ...
حينئذٍ، لم تتعجبْ عندما قالتْ بصوتها الداكنِ سوادًا، كأنَّها تلعنُ بقايا نفسِها المطمئنةِ في خبثِها:
- " يا اللهُ..نعوذُ بك من شرِّ هذه الأشكال"!!.
• • • •
سيّـد المفاتيح
ثمّةَ مفاتيحُ، وقعتْ بين يديِّ أتانٍ (حمار)... فظنَّ أنَّه امتلكَ مفاتيحَ الكونِ... وربما نسيَ أو تناسى أنّ اللهَ سبحانه وتعالى هو مالكُ الملك !!
تمطّى في كلِّ حينٍ، سدَّ الأُفْقَ بهلوساتٍ نرجسيَّةٍ طاووسيّةٍ متصابية، هو مقبلٌ على أرذلِ العُمْرِ... نفشَ ريشَه الداكنَ، ونثرَ رذاذَ فمٍ أعجفَ: "هذه مفاتيحي.. أنا سيدُها...إقفالُها بيدي... أنا!! ومن بعدِيَ الطوفانُ، أيها المنبوذونَ من رحمتي إلى سجوني..."!!... وتناسى أو نسيَ رحمةَ أرحمِ الراحمينَ!!
سيدُ المفاتيحِ هذا أتانٌ بغييييييض، التصَقَتْ جلودُه السميكةُ العجفاءُ بعظامه المهترِئَة، واصفرَّ وجهُهُ، ولم تعدْ أحشاؤُه الطَّاويةُ تتقيَّأُ المفاتيحَ القديمة...فغيَّرَ الأقفالَ، ثمّ صارتْ لديه مفاتيحُ جديدة!!.
مشاركات المستخدمين