أنت هنا
نظرة عامة
كتاب " نافذة مشرعة على القلب " ، تأليف : محمد الفاضل ، والذي صدر عن دار العنقاء للنشر والتوزيع نقرأ من الكتاب .
أسعدني كثيرا أن أقرأ إبداع كاتب عربي , يقيم خارج حدود الوطن العربي, و برغم كل هذه المسافة, التي تفصل بين المبـــــدع و أرضه الأم , إلا أنه متمسك بفصاحته , و أسلــوبه العربي الرصين و يظهر ذلك جليا في عنوان الرواية.. " نافذة مشرعة على القلب " و في عناوين الفصول, و حتى تلك الجمل الحوارية القليلةفي أثناء أحداث الرواية, جاءت بلهجة شامية جميلة, بما يؤكـد شدة الانتماء و الاعتزاز بالهوية, رغم العيش في بلد بعيد و غريب عنا في كل شئ تقريبا, اللهم إلا أننا كلنا بنو آدم و حواء ما أكثر ما تفرض الحياة على الإنسان أن يعيش في منفى اختياري أو إجباري, و ما أقسى الغربة و الشتات ! و ما أبعد تأثيره في النفوس ! حتى نرى السارد, يشتاق إلى أيامه الأولى , و إلى جدته الحبيبة و أقاربه, و نراه يصرخ : أنا إنسان .
أقول : إن رواية " نافذة مشرعة على القلب " للكاتب الأستاذ محمد الفاضل , العربي الأصل السويديّ الإقامة و العمل , تزخر بالكثير من الجمال , لأن لغتها سهلة, و محببة للنفوس, و القصة يغلب عليها الحديث بصيغة ضمير المتكلم, كمثل الكثير من الروايات السيريّة, و إن اختلف عن ذلك طه حسين – عميد الأدب العربي – في كتاب سيرته الذاتية " الأيام " حيث غلب عليـه التعبير بصيغة ضمير الغائب, و كأنه يتحدث عن حياة إنسان آخر, حتى إنه كان يسمي نفسه " الفتى ", و لكن محمد الفاضل, في نافذته المشرعة على القلب, يضعك منذ اللحظة الأولى و حتى النهايةأمام ذاته,
مشاركات المستخدمين