أنت هنا
القرآن الكريم بنيته التشريعية وخصائصه الحضارية
الموضوع:
تاريخ النشر:
2013
isbn:
978-9933-10-414-6
دار النشر: دار الفكر للطباعة
نظرة عامة
كتاب " القرآن الكريم بنيته التشريعية وخصائصه الحضارية " ، تأليف د. وهبة الزحيلي ، من اصدار دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، نقرأ من الكتاب :
لا يزال كل إنسان عاقل يطمح إلى ما هو الأصلح له والأفضل، والأجدى نفعاً، ليحقق لنفسه المستوى الكريم، والسعادة، ويشعر بالأمن الذاتي والطمأنينة والاستقرار، ويضطر الإنسان في سبيل الوصول إلى هذه الغايات أن يبذل كل ما آتاه الله من قوة فكرية وطاقة جسدية، بل إنه يستعين بقدرات الآخرين ومهاراتهم وخبراتهم، من طريق الشورى والتعاون، أو من طريق دفع العوض المادي ليصل إلى الغاية المنشودة والربح والغلبة والتفوق على الآخرين.
ولكن مع الأسف يزهد الإنسان فيما لديه من سبيل لتبين طريق النجاة من غير جهد ولا عوض، ويتناسى ما أمدَّ الله به البشرية من كتاب الخلود الذي يرسم صورة الكون والحياة، وينير الآفاق العامة أمامه، فلا يضل ولا ينسى، ولا يخطئ ولا يتعثر، وهذا الكتاب الخالد هو كلام الله العزيز والقرآن المجيد دستور الحياة الإنسانية وشريعة المجتمع البشري في كل عصر وأوان، وفي كل زمان ومكان، ومن أجل تعمير الدنيا وتقدمها والتفوق فيها، والفوز والنجاة في عالم الآخرة، فهو كتاب إصلاح وبناء وتحضر، شامل كل ما يطمح إليه الإنسان، وهو بين الكتب والتشريعات أصحها وأحكمها وأعدلها وأقومها، كما وصفه الله سبحانه بقوله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ *} [المائدة: 5/48].
مشاركات المستخدمين