أنت هنا

$3.99
حياتي مع بيكاسو

حياتي مع بيكاسو

4
Average: 4 (1 vote)

تاريخ النشر:

2000
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كانت الطبعة الأولى من ترجمتي لكتاب حياتي مع بيكاسو تأليف فرنسواز جيلو، وكارلتون ليك، قد صدرت في بغداد عام 3 9 9 1 عن دار المأمون للترجمة والنشر، دون إشرافي ومراجعتي، لأنني كنت مقيمة خارج العراق. وجاءت تلكالطبعة مليئة بالأخطاء، مما جعلها غير صالحة للتداول، كما جعلها عرضة لنقد حاد، جاء على صواب في أغلبه، إذااستثنيت ما مسني منه شخصيًا. وقد اضطررت إلى الطلب من الدار سحب النسخ، وعدم التداول بها. وكان الكتاب، علىالرغم من ذلك قد لاقى رواجًا كبيرًا، وقد تلقيت عليه من الشكر بقدر ما تلقيت من الاتهامات. وبقي في عنقي دين لا بد من
الإيفاء به لكل من أحب الكتاب أو لم يحبه.وأثناء مراجعتي للكتاب، وتصويبه، لاحظت من جديد، وربما بعين أشد وعيًا من السابق، القيم الفنية الكبيرة التي تضمنها
من خلال نقل أقوال فنان يعد بلا منازع أكبر قوة فنية مؤثرة في العالم مرت بالقرن العشرين. ففن بيكاسو يحتوي كلالحضارات، وهو حلقة وصل بين عصور متباينة، وهو وإن كان نقطة تحول حاسمة بين الكلاسيكية والحداثة، فإنه أيضًانقطة انطلاق نحو آفاق لا حدود لها من التمرد على المفاهيم الفنية المتوارثة. وكان بيكاسو قد أدرك، منذ العقد الأول منالقرن العشرين، خطورة هذا التوجه الذي قد يقود إلى الفوضى، واختلاط القيم، وهو ما حصل فعلا، فأراد أن يوجد قوانين
بديلة، فابتكر مع زملائه، ما عرف بالأسلوب التكعيبي، ولكنه أدرك أن الطريق له مسار واحد، وهو المضي قدمًا. وكانبيكاسو، الذي صدم العالم برؤيته الحديثة، وأربك أبصارهم، وزعزع مفاهيمهم، هدفًا للثورة الفنية التي أعقبت الحربالعالمية الثانية، واتهمته بالرجعية فكرًا وأسلوبًا. لقد توفي بيكاسو في عام 3 7 9 1، فيا ترى لو قدر له أن يعيش إلىاليوم، ويرى ما آلت إليه حرية التعبير، مادة وشكلا ومضمونًا، فماذا سيقول؟ما زال الغرب يحتفي بهذا العبقري الذي أصبح جزءًا من تاريخ العالم، وما زالت المكتبة العربية تفتقر إلى معرفة الكثيرعن منجزاته، وعن عبقريته الفنية، وحبذا لو تكون هناك مساهمات أخرى تعزز من هذه المعرفة، وتكشف عن قيمة الأسسالمتينة التي قامت عليها العبقريات، وتقوم.
مـي مظفر
البحـرين: حزيران 2000