رضاب

كتاب" رضاب " ، تأليف : د. بشير عبد الواحد يوسف، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب : 

رضاب... معلمة في إحدى مدارس الدورة الابتدائية ، تعيش مع أمها وأختها الصغيرة في بيت صغير يملكونه في محلة المعلمين.

رضاب صبَّها الله في قالب ثم كسر القالب ، ليس لها مثيل : جمال ، أنوثة ، حياء ، طول كأنها نخلة باسقة ، حيوية كأنها مهرة عربية أصيلة ، عيون سبحان المعبود ، فم ينطف عسلاً... إنها عشتار وإيزيس وأفروديت اجتمعنَّ معًا... كل ما فيها خُطَّ بريشة فنان لا يقل براعة عن ليوناردو دافنشي ، وجسمها الممشوق ، وعنقها المشرأب ، وشعرها المسدول كأنها نخلة برحية من نخيل سومر... لو أدركها مايكل أنجلو لعمل لها تمثالاً وقال : هذه أفروديت الحقيقية.

تتردد كثيرًا على محل الصياغة الذي يملكه ويديره صائغ معروف في محلة السيدية في الشارع التجاري... ثقتها به مطلقة ، تحكي له كل شاردة وواردة ، راحتها النفسية عندما تزوره مساء كل يوم وترشف قهوتها وتفتح له قلبها وتنفِّس عما في داخلها من هموم البيت والمدرسة والحياة... تكاد تعتبره الأب الروحي لها ، تقول له : إنكَ تُشبه أبي في كثير من الأمور وحقيقي إنكَ تشبه تمامًا فارس أحلامي ، إذا يحبني الله يهبني زوجًا فيه شيء منكَ.

وهو يحبها ويحترمها ويرتاح لرؤيتها ولكلامها ونطقها الجميل الذي فيه لثغة بحرف الراء.

راتبها يزيد عن حاجتها وحاجة أمها وأختها ، لأن لهنَّ راتب تقاعد أبيها رحمه الله وإيجار بيت مجاور لبيتهن مسجَّل ملك باسمها ، مؤجر لناس طيبين بمائة دينار في الشهر.

أمها امرأة قنوعة ، مكتفية براتب زوجها التقاعدي وإيجار البيت ، وتقول لابنتها : راتبك لكِ وحدكِ اصرفي على نفسكِ كما تشائين.

كل نهاية شهر تؤمِّن راتبها عند الصائغ وتأخذ جزءًا بسيطًا منه لأجل أمورها الخاصة كفتاة تحتاج إلى مكياج ولوازم البنات وأجور بسيطة بين الدورة والسيدية.