أنت هنا

$3.99
على أجنحة الجراح

على أجنحة الجراح

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2012

isbn:

978-9957-30-299-3
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

غالباً ما رسمتْ تأريخـَنا المصائبُ، لا سيما تلك التي تمخـَّضتْ عن جراحٍ أعارتنا دماءَها مداداً،  خضّبنا به سفرَ أيامنا العصيبة،   وذكرياتِنا الممزوجة َ بالألم والمرارة، والتي يضاعفُ الماضي قسوتـَهـا،   حينَ يعرضُها صوراً يـتـجـلـّى فيها غدرُ الأقربينَ وكيدُ المعتدينَ،   حيثما امتدتْ خنادق المواجهة من فلسطينَ إلى العراق. 
كذلك كانتْ قصائدي تسجيلاً تأريخياً للجراح،   وتصويراً لعمقها،   ووقوفاً تأمليّاً على المحطاتِ الخطيرةِ من حياةِ العراق وأمتنا العربية التي توحي بأننا مقدّرٌ علينا أن نكونَ متشحينَ بالدماء ؛ وأنّ الخطوبَ لا شاغلَ لها إلا نحنُ، فلا تغادرنا نازلةٌ إلا وأيقنتْ بأنَّ نازلةً أخرى تكفـَّلتْ بأحزاننا. فهكذا كانتْ الأيامُ وهكذا كنا، رجالاً قدرُنا أن ندوسَ على وجعنا لنواصلَ المسيرةَ،  حاملينَ رسالةَ الأمةِ و لواءَها المعقودَ على ساريةِ الصمودِ. فما ازدحمتْ المحنُ في ساحاتِ الوطنِ العربيِّ، إلا ورفـّتْ راياتنا في طلائعِ الزحفِ و تخضَّبتْ الدروبُ بحنّاءِ الشهداءِ من رجالِ الرافدينِ الذين لطالما وشّحتْ جراحُ صدورهـِمْ لوحةَ الصدقِ والإخلاصِ في المنازلة، فحيثما تستنطقُ الثرى العربي يردُّ عليك شهيدٌ عراقي. 
والمرورُ على قصائدي والطـَوافُ في فـضائها هو اختراقٌ لذاكرتي وسبرٌ لأغوار الجراحِ التي لا تعرف النسيانَ،   فكلُّ قصيدةٍ هي جرحٌ يدفقُ مِنْ كلِّ حرف ويرفُّ بأجنحته في كلِّ قافيةٍ، فيشرح مرارة المراحلِ التي عبرَها العراقُ وفـرسـانـُهُ المغرمونَ بحبِّ البطولةِ فطرةً،  والساعونَ إلى الذرى قدراً،   والقابضونَ على القيمِ النبيلةِ منهجاً، فكانوا دائما على موعد مع ساحات الفداء. فكبيرٌ عليهم أن يُغـيـِّبَ الغدرُ والخيانةُ خيولـَهُمْ وتنامَ سيوفـُهـُمْ في أغمادها، وتخلو ميادينُ المجدِ من بريقِ عيونِهـِمْ القادحةِ غضباً ومروءة. 
اليومَ وبغدادُ تحاولُ أنْ تنهضَ من كبوةٍ شاركَ فيها الشقيقُ قبلَ الخصمِ، فإنَّ للحزنِ معنى آخرَ أوسعَ من التعبير. فعسى قصائدي التي استعارت أجنحة جراحي وشاركتني احتراقاتي، تكونُ سفيري إلى قلوبكم. 

محمد نصيف