أنت هنا

$3.99
قراءات أدبية ( مقالات في الثقافة والأدب والسينما )

قراءات أدبية ( مقالات في الثقافة والأدب والسينما )

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2019

isbn:

978-977-493-676-0
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب " قراءات أدبية ( مقالات في الثقافة والأدب والسينما ) " ، تأليف : فيصل عبد الوهاب، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب .

قاد الجنرال كرومويل انقلابًا على السلطة الملكية في إنكلترا وحكم البلاد لمدة تقارب عشر سنوات (1649-1660) بنظام راديكالي مختلف تمامًا بطبيعته البيوريتانية المتطرفة عما عهده الإنكليز من نظم لا تتدخل بالحريات الشخصية إلا بقدر ما يحفظ النظام العام من إجراءات. وقد اتخذ النظام الجديد آنذاك جملة من الإجراءات المتعسفة منها إلغاء المسارح وغيرها من الأماكن العامة ، وتقييد الحريات الشخصية والتضييق عليها ، مما يذكرنا بأن الأنظمة التعسفية التي نشهدها في عصرنا الحديث تجد لها أصولاً وأمثلة في تاريخ أعرق الديمقراطيات في العالم.

وبعد أن استعادت الملكية سلطتها استفادت من درس كرومويل كثيرًا وطورت قوانينها وأعطت الحرية الفردية مجالات واسعة ، وأصبح الحاكم لا يختلف كثيرًا عن أبناء شعبه في المشاركة في اتخاذ القرار.

والملفت للنظر أنه قد أُقيم تمثالاً لكرومويل في ساحة البرلمان في ويستمنستر في لندن للتذكير الأبدي بأن انقلاب كرومويل لا يجب أن يتكرر كي لا تنحدر البلاد إلى الظلامية التي قادها إليها ذلك الجنرال وطائفته.

ولكن الغريب أن الإنكليز لم يعودوا يستذكرون دروس كرومويل هذه الأيام حيث صوتوا باتجاه الانعزالية وترجيح كفة العنصرية المقيتة وخرجوا من الاتحاد الأوروبي على الرغم من أن البعض منهم قد صوَّت كذلك لأسباب اقتصادية بحتة أو ما يخص مسألة التشغيل والتنافس على الوظائف. ومع خروجهم من الاتحاد الأوروبي تنامت النزعات العنصرية وتضخمت بعدما كانت القوانين تقف حجر عثرة في طريقها. ولعل البعض يجد لهم عذرًا بأن العالم كله يتجه بمزاجه إلى هذا المآل فلماذا نستغرب ذلك من الإنكليز؟

لاشك أن هذه وجهة نظر مقبولة ولكن هل بدأ العالم يفقد ثوابته ويرجع القهقرى إلى الفترات المظلمة من التاريخ وينسف كل ما ضحى من أجله الإنسان ليقطف ثمار تلك التضحيات ثم يعود إلى نقطة البداية ؟ إن إضفاء الشرعية على الحركات والأحزاب الانعزالية والعنصرية في الغرب انتكاسة كبيرة للقيم الديمقراطية التي جاهد الغرب في تأسيسها لمدة طويلة ويعزز الرأي القائل أن الديمقراطية ترعى أعداءها الذين يكبرون شيئًا فشيئًا للإجهاز عليها