أنت هنا
الحلم والعجائبي في يارا ترسم حلما قصة موجهة الى طفل 9-12
بقلم : محمد داني – الدار البيضاء - المغرب- عجائبية (يارا ترسم حلما):
ومن القصص العجائبي الفانطاستيكي الذي يعتمد على الحلم والاستيهام،نجد قصة (يارا ترسم حلما) للأديب الشاعر و المؤرخ الفلسطيني سهيل ابراهيم عيساوي. وهي قصة من حجم (22x25سم)،ذات أخراج جيد،وغلاف من الورق المقوى المجلد.تزينها رسومات يدوية بالأقلام الملونة من إنجاز الفنان محمود إبراهيم زيدان،والمراجعة والتدقيق اللغوي قام بهما الأستاذ أحمد شدافنة.
وتتكون (يارا ترسم حلما) من 35 صفحة من الورق الصقيل،والجيد.والجدول التالي يبين بعض المعطيات الإحصائية:
عدد الأسطر | عدد الصور | عدد الكلمات | عدد الصفحات |
109 | 17 | 659 | 35 |
وهذه القصة موجهة إلى طفل مرحلة الطفولة المتأخرة من 9 إلى 12 سنة..
- عتبات النص القصصي:
1- العنوان:إن العنوان نص مواز للنص القصصي.وهو نص مناصي paratexte.وتظهر فيه الصنعة والجمالية.فهو عنوان مؤثر وجذاب للمتلقي،ومحفز على التعرف على تفاصيل القصة.
وإذا نظرنا إلى العنوان كطباعة متواجدة على صفحة الغلاف، أي أيقونوغرافية العنوان iconographique،نجده عنوانا بارزا وبخط عريض من بنط 72 زخرفي،بلون أزرق سماوي محاط بإطار أبيض،أسفله اسم المؤلف والرسام.
أما إذا نظرنا إليه كنص،فيجب أن نواجهه بالتحليل والتأويل لمعرفة بعض دلالاته،وهو " مجموعة العلامات اللسانية من كلمات وجمل،وحتى نصوص قد تظهر على رأس النص لتدل عليه وتعنيه،تشير لمحتواه الكل،ولتجدب جمهوره المستهدف"[1].وهو العنوان الأصلي للنص القصصي zadig،ويحتل مكانه النصي ça place textuelle في أعلى الغلاف. وهو كذلك عنوان خبري إخباري un titre thématique. وهو يجعلنا نتساءل :
- ماذا يقول هذا العنوان؟
- أي رسالة يتضمنها ويريد الكاتب تبليغها إلى المتلقي؟
إن هذا العنوان (يارا ترسم حلما) يعطينا إشارة عن متلق من نوع خاص،إنه طفل مرحلة الطفولة المتأخرة.. طفل يحلم كثيرا،ويجعل من الحلم عوالم يحقق فيها كل معجز.
يارا ،إنها طفلة فلسطينية –في الاسترجاع من الماضي- في نفس المرحلة،ترسم رسما جميلا أملته مخيلتها وسطره مخيالها،إنه حلم تضع هيكله،وتجعله واقعا حقيقيا.لذا على هذا المتلقي/الطفل أن يفعل مثل يارا،ولو أن الظروف تختلف.. وأن يعمل على رسم أحلامه..ولكن ألا يكتفي بالرسم فقط،بل أن يعمل على إنجاز رسمه وتنفيذه،ليجعله واقعا.
إن العنوان يقدم إخبارا،وهو أن طفلة اسمها يارا ترسم حلما.وقد جاء هذا العنوان مركبا تركيبا اسميا(اسم+فعل+اسم)..ودلالة تركيبه النحوي هو(مبتدأ+(فعل+فاعل ضمير مستتر+مفعول ب)جملة فعلية خبر)...وقد جاءت لفظة(حلما) نكرة للدلالة على جنسية كطلقة العدد.كذلك أنكرها الكاتب لهدف مقصود،وهو أن الحلم كان في الماضي وكائن في الحاضر وحاصل،ولكن يقصد به الحلم المستقبلي،والتعلق به والحرص عليه ولذا وجب التنكير..