في زحمة الضخ الإعلامي الذي يعاني منه العالم اليوم والذي يتمركز في القبضة الأمريكية المهيمنة وبأقلام مزوريها وتصريحاتهم الباطلة، لا نعدم أصواتا يدفعها الواجب الإنساني والضمير الحي إلى الإدلاء بشهادات عدل عبر صحف ودوريات غربية منتصرة للحقيقة التي لا بد من جلا
أنت هنا
قراءة كتاب شهود من أهلها
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مقدمة المترجم
كوكبنا لا يحتضر، بل إنه يُقتلُ، ولقتلته أسماء وعناوين أشهر من نار على علم
يوتا فيليبس
في زحمة الضخ الإعلامي الذي يعاني منه العالم اليوم والذي يتمركز في القبضة الأمريكية المهيمنة وبأقلام مزوريها وتصريحاتهم الباطلة، لا نعدم أصواتا يدفعها الواجب الإنساني والضمير الحي إلى الإدلاء بشهادات عدل عبر صحف ودوريات غربية منتصرة للحقيقة التي لا بد من جلائها بالرغم من ادعاءات التضليل والتزوير.
إن امتلاك السطوة على العالم والانفراد بركائزها ليس هو دليل القوة دوما لأنه قد يكون سببا من أسباب السقوط والانهيار حيث تتراكم الإشكاليات المصيرية لحضارة تدعي التحرر والتحرير وتمارس القمع وشتى أنواع الاضطهاد، ذلك هو النهج الذي اتبعته السياسة الأمريكية وجماعتها الوظيفية " إسرائيل " في تكريس مفهومها الحقيقي للعولمة كونها ليست امتلاك العالم حسب، بل وجره إلى هاوية الخطر المناهضة لكل منطلقات الحرية والديمقراطية والتقدم الحق الذي يتجلى في ابسط دلالاته بالعمل على إسعاد الإنسان وتلبية حاجاته الأساسية وضرورة تواصله مع حياة مضمونة الأمن، موفورة الكرامة، فصار التحرير حروبا شعواء ودما يُراق، وأبرياء تُقطع أجسادهم مما يدعو المنصفين إلى الجهر برفض قتل الإنسان وإدانة الاعتداء عليه، وضرورة الانتصار لقيم الروح والنبل، كتب الرقيب كاميلو ميخيا، الذي أمضى سنة في السجن لرفضه العودة للقتال في العراق، وأطلق سراحه في 15 شباط /فبراير 2005، يقول:
إلى أولئك الذين نعتوني بالجبان أقول لهم أنتم مخطئون. نعم إنهم مخطئون إذ يعتقدون أنني تركت الحرب خوفا من التعرض للقتل. لا أنكر أن الخوف كان هناك، ولكن ما لا يعرفونه هو أن ثمة خوفا آخر كان هناك، ألا وهو الخوف من قتل الأبرياء، والخوف من أن أضع نفسي في موقف يكون معنى البقاء على قيد الحياة عندي وسيلة للقتل ليس إلا، كان هناك خوف من أن أخسر روحي وأنا أناضل من أجل إنقاذ جسدي، و كذلك خوف من أن أفقد حب ابنتي لي، وحب الناس لي، هؤلاء الذين كان سر محبتهم لي هو أنهم عرفوني رجلا اعتاد أن يكون هو لا غيره، نعم أنا رجل؛ أريد أن أكون أنا. وكنت خائفا على الدوام من الاستيقاظ في صباح أحد الأيام لأجد نفسي قد تخليت عن إنسانيتي.
إن مثل هذا الكلام من مقاتل أمريكي يطيح بالعبارات الرئاسية الأمريكية المعدة لتزييف حقائق الحرب، وجعل العدوان المتأصل في مفهوم حرب الاستباق ومكافحة الإرهاب واجبا مقدسا تباركه السماء.
في العام 2004 ، أي خلال الحرب في العراق، قال الرئيس جورج دبليو بوش في خطاب مقتضب: أثق بأن الله يتكلم من خلالي، ولولا ذلك، ما كنت لأنجح في عمل .
ثم جاء أوباما الذي كان يترقب العالم تغييرا ملموسا على يديه ليقول بعد خمس سنوات على مقولة بوش: أؤمن أن المسيح مات من أجل خطاياي وآثامي، وأنني أُفتدى من خلاله. وهذا في حد ذاته مصدر قوة لي ومصدر مؤازرة في عملي اليومي.