إن هذا الكتاب يجيء في زمانه، وهو زمان النظام العالمي الجديد، الذي بات العالم فيه يموج بالصراعات، والأزمات الدولية، بين أحلام الاستحواذ والهيمنة، وطموحات السيطرة والتأثير، والبحث عن الزعامة في عالمٍ مُتغير، وفي عصر يُعاني وهنًا على وهن في النظام الدولي، وغمو
قراءة كتاب إدارة الأزمات الدولية في ظل النظام العالمي الجديد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
إدارة الأزمات الدولية في ظل النظام العالمي الجديد
الصفحة رقم: 9
ثانيًا: مشابهات الأزمة:
Second: Things Similar to Crises
إن مما لا يحتاج إلى كثيرٍ من التوضيح، أن الأزمة تختلط بمجموعة من المفاهيم الإدارية الأخرى، أو بظواهر تتشابه إلى حد بعيد معها، وأهم هذه الظواهر، أو المفاهيم: مفهوم المشكلة، ومفهوم الصدمة، ومفهوم القوة القاهرة، والصراع، وأخيرًا الكارثة(21).
ونتحدث عن هذه المفاهيم تباعًا كما يلي:
(أ) مفهوم المشكلة:
A. The Concept of the Problem
تعبر المشكلة عن الباعث الرئيس، الذي يسبب حالة من الحالات غير المرغوب فيها، ومن ثم فالمشكلة قد تكون هي سبب الأزمة.
وهي التي تؤدي إلى إحداث حالة تستوجب البحث، والتحليل، والتفسير، وغالبًا ما تكون غير مرغوب فيها.
ومن هنا يصح القول بأن كل أزمة منشؤها مشكلة، في حين أنه ليس بالضرورة أن تنتهي كل مشكلة بأزمة، إذ قد يمكن حل المشكلة تقاضيًا، أو تراضيًا.
وكما أسلفنا فمصطلح الأزمة يطلق على المشكلات الحادة، التي يشعر الكيان بمجمله تجاهها بالانفعال الشديد، والضغط الشديد، وأنه في حال استمرارها تشكل تهديدًا لحياته، ولأمنه، واستقراره، ولأهدافه الأساسية في الحياة، ومن ثم يفرق الباحثون بين الأزمة، والمشكلة، على أساس معيار الزمن، حيث يقررون بأن:
- الأزمة عبارة عن حالة، أو موقف، أو ظرف، لا يستطيع الكيان تحمله لأكثر من ثلاثة أيام.
- والمشكلة هي الحالة التي يمكن للكيان تحملها لأكثر من ثلاثة أيام(22).
(ب) مفهوم الصدمة:
B. The Concept of the Shock
تعني الصدمة، أو تعبّر عن موقفٍ حاد ينجم عن حادث غير متوقع، وتؤدي إلى شعور فجائي بالغدر والخداع، وشعور بالإساءة غير المتوقعة، وتؤدي إلى تتابع الأحداث بصورة تعزز شعورًا مركبًا من الخوف، والدهشة، والذهول، والعجز، وغير ذلك(23).
ومن هنا فقد تكون الصدمة إحدى عوارض الأزمات، أو إحدى نتائجها التي تولدت عن انفجارها بشكل سريع وفجائي، كما قد تكون أحد أسباب الأزمات على مستوى الكيان (الدول، أو المجموعات، أو الأفراد).
ويكون التعامل مع الصدمات، أيًا كانت أسبابها بأسلوب الامتصاص، والاستيعاب، والتغلب على عنصر المفاجأة فيها، باعتبار أن الصدمة لا تمثل أكثر من إطار عام خارجي يغلف أسبابها(24).
وبسبب انتشار الصدمات بصورة كبيرة في الكيانات على اختلاف أنواعها، فقد برز ما يسمى بإدارة الصدمات(25) Shocks Management، وهذا المفهوم (إدارة الصدمات) يختلف عن مفهوم إدارة الأزمات.