الفصل الأول:

 

مرحلة النشوء والتكوين من عام 1951 / 1962

 

• الوضع التعليمي مع بدايات تشكل الحركة الطلابية الأردنية

 

• بدء النشاط الدعوي في المدارس

 

• النشاط الطلابي الإسلامي خارج الأردن

 

البدايات

 

كانت البدايات الجدية لنشوء الحركة الطلابية الإسلامية تتشكل وتظهر بجلاء مع بداية الخمسينات، إذ مثلت تلك المدة ظهور العمل الطلابي المنظم من خلال انعقاد مؤتمرات محلية متعددة، وإجراء انتخابات آنذاك.

 

اهتمت الحركة الإسلامية وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين بالطلاب، وأولتهم العناية والاهتمام، منطلقين بذلك من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالشباب" وتجلى ذلك واضحاً في أدبيات وخطابات الحركة الإسلامية، وركز الشيخ حسن البنا - رحمه الله - مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في خطابه على الشباب، وأفرد لهم رسالة خاصة في رسائله التي تمثل المرجعية الفكرية للإخوان المسلمين حتى يومنا هذا، ومما جاء في تلك الرسالة:

 

"أيها الشباب:

 

إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها وتوفر الإخلاص في سبيلها وازدادت الحماسة لها ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة:

 

(الإيمان، الإخلاص، الحماسة والعمل) من خصائص الشباب، لأن أساس الإيمان القلب الذكي وأساس الإخلاص الفؤاد النقي وأساس الحماسة الشعور القوي وأساس العمل العزم الفتي وهذه كلها لا تكون إلا للشباب.

 

ومن هنا كان الشباب قديماً وحديثاً في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ومن هنا كثرت واجباتكم ومن هنا عظمت تبعاتكم ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم، ومن هنا ثقلت الأمانة في أعناقكم، ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلاً وأن تعلموا كثيراً وأن تحددوا موقفكم وأن تتقدموا للإنقاذ وأن تعطوا الأمة حقها كاملاً في هذا الشباب".

 

ترجم اهتمام الإسلاميين عملياً بإنشاء قسم الطلاب في جماعة الإخوان المسلمين بتوجيهات مباشرة من الشيخ حسن البنا في مصر، وكان ذلك في وقتٍ مبكر من بدايات تشكيل أطر الجماعة، و أضحى الطلبة خاصية مميزة للتنظيمات الإسلامية، في الوقت الذي عرف فيه اهتمام الشيوعيين بالعمال واهتمام الرأسماليين بالتجار ورجال الأعمال .

 

و مع بداية نشوء جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وافتتاح أول شعبة لها في عمان سنة 1945، أولت الجماعة الطلاب اهتماماً ورعاية كبيرين، وكان لذلك أثر كبير في جذب قطاعات من الطلاب للجماعة، وإيمانهم بمنهجها، في وقت كان فيه المد اليساري العلماني موجوداً بقوة على الساحة الأردنية والعربية.