راء رجولتك ... وحدَها رجولة

 

حِينما وَطأتْ قَدمه قُرب خُطواتي اهتزتْ الأرض وما فيها،فرَفعتُ عيني وإذ بِأَرجُلِ رَجُلٍ تنتصِبُ أرضاً بقوةٍ وقَوامٍ وكَيانٍ لم أَر شَبيهاً لها منْ قبلْ،امتدت عيناي حتى وصلتْ لِمُحيطْ زِناره احتجت لحظتها أنْ ألتَوي بجسدي و أتخلخلْ في زِنارِ خَصره ... وبينما كنتُ ألتوي جَسداً وإذ بي أنامُ على صدرِ بلورٍ ربطني في عُمقِ بحار المُرجانِ والأصدافْ - كنتُ أضحكْ بضحكةٍ أُرنمُها خِدراً - فمسكتُ يديه ورحتُ أَتراقصْ معهُ على موجاتِ البحار منحنيه على شفاه الحائرة ،حيرتني معها فأخذتُ الصدف لأكتم لها سراً لم أستطع أن أبوح به- خجلاً من رجولةِ شفاه- أَخذتُها الواحدة تلوى الأخرى،حتى تَعبتْ الأَصدافْ منْ سِري،فراحت تَفْضَحُني بأعلى صَدى صوتِها تَمد وتُجزر بكل أسراري وهو واقفٌ وقفة رجلٍ بكل هيبة.عيناهُ تَبتسمُ لي بِكل وقار،جعلني أَشعرْ أَني طِفلة أُقهقه حديثي برَقصات لساني بكل حروفها وخاصةً راء حديثي،فالراءُ من لساني كانتْ تَصل مسامِعهُ مُلحنةً فيأخذ لحني ويَعطيني من سُلم موسيقى شاربه أُعزوفة يَعزفها البحر يهيجانه.مِن بعدِ كل هيجانْ كنتُ أخلعُ رِباطي منْ أعماقِ البحرْ وأخرجُ مُبتلة بقطراتِ جسدي لأُرطِبها بذَقنه،كان ذو لحى سِحرُها أعظم من الوقار تخجلُ المياهُ من سِحرِها ... وأذوب أنا منْ مِسكِ عِطرِها...من خجل المياه رحتُ أذوب أنا والأصداف في عينيه،علني فضحتُ أسراراً تَكتِمُها أجفانه فهاجتْ الأَصدافْ وهاجتْ عيناه،خرجت لمسامعه أُمرجحُ أنفاسي في عنقود أُذنيه،ورحتُ أُمرجح كلمةَ الرجولة منْ مخارجَ حروفي على مسامعهِ حرفاً تلو حرف من رائها حتى لامها فكِدتُ أَجعله رَجلاً فوق رُجولته،فالرجولة ليست كلمةً تُقال بل حُروفٌ ثِقال.الراء فيها تخرجُ بدحرجةِ لسان من امرأة فيها الدلال في زمنٍ ندرت أمثالُ رجالٍ رائهم وحدها تهز الرجولة ,حتى لو زادت الراء بشدها بألف راء ... ولو طبقت شفاهنا الجيم بكل الطباق ... ولو اخترقت اللام سقف ألسنتنا الآلاف المرات ... أنتَ لا سِواكْ راءُ رُجولتكْ وحدَها رجولة ومنْ رَقصاتِ حروفي أنا بالذات ولِمُلك رجولتك أنت لا سواك.