كتاب "على قيثارة الغربة" لمؤلفته الشابة هبة الله جوهر، هو مجموعة قصصية متناثرة، كما تقول؛ "قصصتها من ذكريات لرواية عبرت بها ورحلت عنها بلا إرادة .
أنت هنا
قراءة كتاب على قيثارة الغربة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
نور سَعده
ها قد وصلت نُور،تدخل صوب الغرفة رافعة بخصر بنطالها،أظن أنها قد خسرت القليل من وزنها فمن شوقها لأهلها امتنعت عن الطعام،تتوجه ناحية مذياع أسود قديم كانت قد أخذته ذكرى من أمها قبل سفرها.في كل مرة تدخل فيها كانت تحرص أن تشغل المذياع،ربما لأنه يذكرها بأمها،أو لشعورها بالملل من أجواء الغرفة،فالعيش في غرفة لا تطل نوافذها سوى على أخيلة رجل الأمن هو ممل للغاية!
ها قد وصلت نور،وها هي مجدداً ترفع خصر بنطالها،تتوجه للمذياع رافعة صوت موجاته،أذكر في تلك اللحظات أن صديقتنا أَنسام كانت تَمتد بجسدها النحيل على سَريرها تقرأ في إحدى محاضراتِها،بينما كنت أقرأ إحدى روايات الكاتبة أحلام مستغانمي.وكم كانت تضجر نور من القراءة ،وكم كانت تضجر أكثر من تلك الرواية!
ويا ليتك يا نُور لم ترفعي صوت المذياع،يا ليتك اكتفيت برفع خصر البِنطال!
ست الحبايب يا حبيبه...
يا أغلى من روحي ودمي...
يا حنينه وكلك طيبه ...
يارب يخليكي يا أمي...
دوت لحظتها صوت مسامع المطربة " فايزة أحمد " بأغنيتها الشهيرة ست الحبايب،ومع كل كلمة،ومع كل موجة،راحت نور تَذرف ألف دمعة،تنظر لذاك المذياع الأسود تتغلغل في تلك الكلمات،تود أن ترحل مع موجاته صوب أمها .
كان جسدي مع نور،وعقلي بأمي،ليس شوقاً وحسب بل وجعاً لشوق أمي على أمها رحت أقارن حالهما فما أسهل أن ترحل نور بأي لحظة حاملة حقيبة سفرها متجهة لأمها وما أصعب حالك يا أمي حينما تشتاقين لأمك !
حفظ الله أمك يا نور ...
ورحم الله أمك يا أمي...
يا كل النور ...
أُخاطب نور بيني وبين نفسي ...
الصفحات
- « first
- ‹ previous
- 1
- 2
- 3