"خطب الدكتاتور الموزونة" مجموعة من النصوص، التي نشرها محمود درويش في مجلة "اليوم السابع" في باريس، أواخر الثمانينات، ولم ينشرها في أيّ من أعماله الشعرية اللاحقة. ويرجّح كثير من النقاد انه تخلى عنها لأسباب جمالية.
أنت هنا
قراءة كتاب خطب الدكتاتور الموزونة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
لنصلحَ سيرةَ حوّاء.. نصلحُ سيرةَ آدمْ
سأختارُ شعبًا محبًّا، وصلبًا، وعذبًا
سأختارُ أصلحَكم للبقاءِ، وأنجحكم في الدّعاءِ لطول
جلوسي..
فتبًّا
لما فاتَ من دولٍ مزّقتها الزوابعْ!
لقد ضِقتُ ذرعًا بأميّةِ الناسِ، يا شعبُ، يا شعبيَ الحرّ،
فاحرسْ
هوائي من الفقراءِ، وسربِ الذبابِ، وغيمِ الغبار
ونظّفْ دروبَ المدائن من كلّ حافٍ، وعارٍ، وجائعْ
فتبًّا لهذا الفسادِ، وتبًّا لبؤسِ العبادِ الكسالى
وتبًّا لوحلِ الشوارعْ!
سأختارُ شعبًا من الأذكياءِ، الودودين، والناجحين
سأختاركم وفقَ دستور قلبي:
فمَن كانَ منكم بلا علّةٍ- فهو حارسُ كلبي
ومَنْ كان منكم طبيبًا- أعيّنهُ سائسًا لحصاني الجديدْ
ومَنْ كانَ منكم أديبًا- أعيّنهُ حاملًا للنشيدْ
ومنْ كانَ منكم حكيمًا- أعيّنهُ مستشارًا لصكِّ النقودْ
ومَنْ كان منكم وسيمًا، أعيّنهُ حاجبًا للفضائحْ
ومَنْ كان منكم قويًّا- أعيّنهُ نائبًا للمدائحْ..
ومَنْ كانَ بلا ذهبٍ، أو مواهبَ- فلينصرفْ
ومَنْ كانَ بلا ضَجَرٍ ولآلئَ- فلينصرِفْ