كتاب "الأعمال القصصية الكاملة- المجلد الأول" يحوي القصص القصيرة، للكاتب المبدع والمناضل الفلسطيني محمود شقير، حيث يعتبر مالكاتب من كُتاب القصة القصيرة المتميزين كما وصفه القائد الفلسطيني الراحل توفيق زيّاد، أن قصص محمود شقير تمتاز عموماً بحب الناس، وبروح ال
أنت هنا
قراءة كتاب الأعمال القصصية الكاملة- المجلد الأول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
أهلُ البَلَد
كانت حرارة الصيف تغلف القرية بالفتور، وظلال الجدران المتهدمة تكاد تنحسر معلنة انتصاف النهار، والمختار يتهادى في قنبازه فيما هو يقترب من رجال يتحلقون لائذين بالظل.. بعضهم يلعب السيجة والآخرون يراقبون أو يغطون في النوم. ارتفع صوته في عجرفة يفترض فيها أن تدل على الشهامة:
- والله يا عالم إن الناس ذلت.. ما ظل رجال ولا ظل شرف.
وكأنهم فهموا ما يقصده توّاً.. نفض عجوز وقور يده في رجاء:
- يا أبو ماجد طوّل روحك، والله يهديك.
وأتم بنبرة إشفاق:
- استروا عالناس يا جماعة.. الله يستر على جميع خلقه.
واحد من الذين يلعبون السيجة غطس طاقيته في رأسه، وقال في تملق:
- وانت مالك يا أبو ماجد.. الله لا يردّه، هذا نذل.
وانتفخ أبو ماجد:
- يا جماعة ما ظل شهامة.. يتركه يتعدّى على زوجته، ولا يفور له دم.
توتّر العجوز الوقور:
- لا.. لا، خاف الله، خاف الله. يقولون هجم عليها، وملأت الدنيا زعيقاً، وما نال منها شيئاً.
- اسمع انت الآخر.. خالد العلي يكذب؟بعينيه رأى كل شيء.
قال العجوز محاولاً اختزال القضية:
- يا سيدي، اليوم راح يشكو عليه، والمحكمة تبتّ في الأمر.
- يا رجل هذا عرض.. يذهب إلى المحكمة!
قال المتملق:
- والله لا يصل المحكمة إلا الرجل الرديء.
بعض الجالسين استمروا في صمتهم، وأيديهم فقط، كانت تتحرّك لتمسح قطرات خفيفة من العرق، وآخرون علّقوا في حياد تام:
- يوم ان حسين أبو صفية تعمد بنت الجرّاش وهجم عليها ورجعت تدب الصوت، يومها ضربهم الجرّاش بالبارود.