أنت هنا

قراءة كتاب فتاة التلال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فتاة التلال

فتاة التلال

كتاب "فتاة التلال"، تحوي مجموعة "فتاة التلال" القصصية والنصّية ست عشرة قصة قصيرة تحمل إحداها اسم الكتاب أي فتاة التلال.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 8
عند الانتهاء من القوس الأولى فرح الناس وفرح الملك في تلك الليلة بالذات، عندما ظهر ضوء الشعلة من جديد، فقرر أن يشعل شعلته فوق القوس الأولى وكرَّر الأمر عند الانتهاء من بناء القوس الثانية، وعندما انتهى العمل في القوس الثالثة رفع الشعلة أيضا، لكن لم تُشعل أي شعلة في التل المقابل الذي صار قريبا. 
 
انتظر طوال الليل لقد اختفى الضوء ولم يعد يرى في الليل، غير ملامح كوخ صغير مهجور، كما يبدو، هو مصدر الضوء. بقي الملك جالسا عند حافة القوس الثالثة التي انتهى بها العمل، يرقب انهيار حلمه بعد كل الذي مرّ به من عناء ومشقَّة ومعارضة وألم وجهد، بعدما وعد الناس بالخيرات ودعاهم للدخول، من الأبواب الواسعة، إلى حلمه... لم يضيء الضوء في تلك الليلة ولا في الليلة التي تلتها، ذلك الضوء هو المنارة الوحيدة التي أرشدت سفن حلمه الكبير في أوقيانوس الاستفهام والشتات. لقد كان مقتنعا تماما بأن حلّ الأسطورة يكمن هناك في ذلك الضوء من ذلك الكوخ الصغير. لقد بنى مملكة كاملة من الأحلام ومن التوقعات، زيَّنها وفرشها بكل الأمل، بكل الورد، بكل الشوق... بكى الملك واختلطت دموعه مع أسئلته الكبيرة في تلك اللحظة، ما هو الهدف من الجسر؟ هل كان يستحق كل هذا العناء؟  كيف سيتقبل الناس فكرة إيقاف العمل؟ هل كان قراره متهوِّرا كما أشار معاونوه؟ هل كان مجرَّد هذيان كما قال عنه الوزير؟ دخل دوامة لا متناهية في لعنة الاستفهام... سيطر الحزن على تفكيره وتركزت عيناه في التلِّ الثالث من الجهة المقابلة القريبة منه حيث الكوخ... أوقف العمل بذريعة الحاجة إلى إستراحة، ولم يُشرك أحدا بأمر الضوء وأهميَّته بالنسبة له ولم يُشرك أحدا بما يمرّ به، فسبق أن قالوا بأنه يلهث وراء سراب ووهم وبأن هورموناته قد جنّ جنونها!!
 
ذهبَ إلى غرفته في قصره الكبير ولم يخرج منها إلاّ في اليوم الثالث، حيث قرَّر النهوض وصمَّم على أن يكمل العمل ويصل الجسر إلى الضفة المقابلة لأنه اذا لم يحقق هذا الحلم الذي اعتراه وسيطر على كل مملكته، سيلتهمه حزنٌ أسطوري الذي سيُلبس مملكته لعنة أبدية...
 
لقد بقيت القوس الأخيرة ويصِلون إلى الضفة المقابلة... لقد صار الحلم قريبا ولم يحدث أي لعنة لكل الَّذين عملوا معه، حتى أن مستشاريه قد حضروا للاحتفال عند إنتهاء العمل عندما وضع الملك الحجر الأخيرة في القوس الرابعة. وصل الملك إلى الشاطيء فأسرع وقفز إلى الرمل الرطب لتدوس قدماه أرض الأسطورة، ومن بعده نزل كل الناس عندما تأكدوا بأن المكان آمن وليس هناك أي شيء مخيف، غير أن المياه بلورية حالمة والحدائق مزينة بشتى أنواع الثمار، والتلال تكسوها ألوان الأزهار البريَّة الخلابة!!، لا يوجد أي شيء يثير الريبة.

الصفحات