كتاب " فيو ضواحي الذات"، إذا كان هذا الكتاب هو الأول في سيرة الكاتب الأدبية، فهو ليس كذلك في سيرته المهنية، إذ سبق له أن ألف كتبًا في مجال التربية، وحتى عندما قرأتُ هذه المؤلفات لمستُ فيها تلك المسحة الجمالية التي تخفف إلى حد كبير من وطأة الرياضيات وجمودها،
قراءة كتاب في ضواحي الذات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
المرأة تتكئ على زندها الأيسر وتصغي إلى الرجل الذي كان يحمل في يده اليمنى ساندويتش همبرغر ضخمًا، وفي اليسرى علبة كولا كبيرة.. الرجل يحكي مع المرأة عن جشع الإمبريالية وحتمية انتصار الاشتراكية، وكذلك عن العدالة الاجتماعية.. ويُقسم لها أنه سيبقى مخلصًا لثلاث: زرقة البحر، ابتسامة المرأة، والطبقة العاملة.. أما هي فلم يَغِظْها كلامه ولا مظهره، بل هذا الاستهتار بقدرتها على التأويل والقراءة السيميائية.
(6)
فتاة تنتعل صندلاً بحريًّا، وتزيّن واحدة من أنامل قدمها اليسرى بخاتم فضي رقيق، تمرُّ من أمامها امرأة ثلاثينية، جميلة الوجه والجسد وعيناها ترنوان إلى البحر وقد أمسكت بأناملها قطعة من الحلوى الغامضة! فتاة بعيون سوداء تقف قريبًا من مياه البحر المائجة، وتحاول أن تجفف شعرها الأسود اللامع الطويل، فتاة عابرة بعيون بحرية تنظر إليها نظرةً واسعة، وتهمس بأذنها:
- شعرك لن يجف، فالموج سيغمره.. البحر مياهه هائجة.
- حتما مخطئة، فأمواج البحر إلى عينيكِ غارقة!
لا أحد بإمكانه النظر إلى البحر دون تعجب عابر.. لا أحد بإمكانه أن يرى تفاصيل ما يحدث على شاطئ البحر دون أن يرى التورية محمولة على الموجة القادمة.. لا أحد يعرف البحر كالآخر.