"في ذكرى الغبار وشانيل" للقاص المحامي صادق عبدالحق صادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهي مجموعة قصص تؤرّخ كما يقول، لنصف قرن وأكثر من السنوات مضت بين الوعي في العام 1946 والركود في العام 1996، ثم التوقف، متمنيا أن تكون المجموعة شهادة صادقة على الزما
أنت هنا
قراءة كتاب في ذكرى الغبار و ((شانيل))
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
- ها·· دي كليرك على الشاشة، زعيم المؤتمر الأفريـقـي تـركته امرأته· لماذا تركـته؟ ما اسمه الأول؟ زعيم المؤتمر الوطني الأفريـقـي ابـن كذا وسـبعـين عامًا·· ابن كذا وعشرين عامًا في السجن·· تتركه امرأته؟ أية مخلوقات عجيبة تلك النساء؟ ماذا فعل؟ ماذا عساه لم يفعل؟·· هل لم يعد فحلاً؟ زعيم المؤتمر الأفريقي ما اسمه الأول؟ ليس باتريس ذلك لومومبا! تلك قصة قديمة، لماذا يذكر دي كليرك ولا يذكر اسم زعيم المؤتمر الأفريقي؟عجيب ولا اسم زوجته المتنكره له؟ ما الذي حدث بينهما؟ هل لم يعد فحلاً؟ أم لماذا؟
- كانت الثانية عشرة على الأقل، وكان برد صغير يقــرص·· وكانــت عمــان وكانت سخافات ليلة الثلاثاء·· ما الــذي حــدث؟ كانت رئيسة المؤتمر العشرين لاتحاد كذا وكذا وكذا عصيــة علــى: أنــت حســنة ٌ هــذا المســـاء، كانــت عصيةً على: أنت وحيدة، وأنا كما ترين وحيد وعمان المشاغبة لا زالت بلا قصص، والليل، والنبيذ الأبيض، وزاوية الليجيرو، وذلك الفتى المتطلين، بوناسيرا يا أيها الولد المتطلين، بونانوتي يا أيها السيد الخمسيني المتخابث ويا أيتها السيدة العجيبة، أرِّفي ديرشي وسنراكم قريــبًا·
- تنمحق المسافات في دقائق·· فإذا هما على باب العش النسوي العماني في منتصف الليل·
- خُشْ يا عجبًا، هي التي ترسم الطريق، مهرة ٌ تدلف إلى باحة الصالون، مهرةٌ توارب في الدخول إلى غرفة النوم، مهرةٌ تشعل الشموع، مهرةٌ تجيءُ نحو القبلة المرحِّبة··· مرحبا·
- فلماذا لا تتصل؟ أمس واليوم·· هل أمتعها؟ هل طعمه تحت أسنانها كطعمها تحت أسنانه؟ لماذا لا تتصل؟ عرامها النسويُّ، سواؤها الأنثوي، لماذا لا تتصل؟ ولمذا لا يتصل س؟ لماذا لا تتصل ع؟ و م أيضًا لا يتصل!
- هذا (ذلك) العطر؟ هل هو شانيل؟ نعم هو شانيل: ناعم أنثوي مصفى رائق تدخل إليه (يدخل إليك) كدخولك في نسائم الماء، شانيل سأهديها شانيل في عودتي من باريس تلك المهرة الخمسينية الطروب·
عمان 29/4/1993