أنت هنا

قراءة كتاب بيعة الروح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيعة الروح

بيعة الروح

رواية "بيعة الروح" للكاتب العُماني خليل خميس، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ويقول المؤلف في مقدمتها: "كثيرة تلك الحقائق الموغلة في التاريخ، والبطولات الإنسانية الغائبة عن الأجيال المعاصرة التي زهدت في الإطلاع عليها لأسباب عديدة.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
- ومن يكون هذا يا دكتور ؟ (أحد الطلاب متسائلا)
 
- هذا موضوع لن أصرح به الآن فهو واضح من عنوانه، لكن فيه الكثير من المفاجآت والأحداث المهمة، ولأن التاريخ يختلط بالأدب، خاصة فيما يتعلق بهذه الشخصية، فإني أحيل البحث فيه لزميلكم أحمد المغرم بالأدب·
 
(أحمد كان كمن يستمع إلى أصوات عدة متداخلة المستوى نفسه، الصوتي لا يعيرها اهتماماً، فتفكيره يتقلب بين خربشات القلم المتثاقلة على دفتره، والتي اكتوت منها أصابعه حبرا أزرق، لكنه أفاق فجأة من غفوته عند سماع اسمه وتعليق الدكتور عاصم)·
 
انتهت المحاضرة وسرد الدكتور الأحداث التاريخية في العهد اليعربي لمدة ساعتين، مع بعض الإيجاز المخل بالأحداث، ويخرج الجميع من القاعة ما عدا أحمد، فقد ظل ينظر إلى الدكتور والمفاجأة مع التحدي يملآن وجهه، والتساؤلات المحيرة في إجابتها تملأ ذهنه : لماذا كلفني الدكتور بهذا البحث دون غيري ؟ وهل هو جاد أم يمازحني لأنتبه····· أخذت الأسئلة تمور في ذهنه بعدها قرر الاقتراب من الدكتور ليتبادل معه أطراف الحديث : 
 
- (أخذ أحمد) إحم إحم··دكتور عاصم أظنك تمزح بشأن البحث·
 
- هذه من الأمور التي أقاتل في جديتها·
 
- لكن لماذا أنا بالذات ؟ (يبتسم الدكتور) ومن أين سآتي بمعلومات عن هذا الرجل·
 
- الثعلب المقاتل (يصوّب له العبارة)·
 
- نعم الثعلب المقاتل، بحسب ما ذكرت يا دكتور بأن البرتغاليين أسموه بذلك، ولكنك أخبرتنا يا دكتور أن العمانيين لم يعتنوا بكتابة سيرهم إلا لماما، بسبب بعض الميكانزمات التي نشأوا عليها وقناعتهم وتواضعهم وبساطتهم الشخصية···
 
- اسمع يا أحمد، إن أي طالب أو باحث لا قيمة لشهادته إذا لم يتعب في التقصي والتعمق والبحث الدؤوب والا سيكون وشهادته مستهلكين، أما لماذا اخترتك بالذات فهو اختيار ثقة ومودة، بالإضافة إلى احترافك وموهبتك المتوقدة في الأدب، أما شح المصادر الموثقة للتاريخ فتلك خطيئة ارتكبها العمانيون القدماء تجاه أنفسهم والأجيال من بعدهم، لكن ثق يا أحمد أن هذا الكتاب المخطوط، والذي كتبه الءديب الشهير الحارث بن مسعود موجود في مكان ما·
 
- لكن دكتور أين سأجد هذا الكتاب·
 
- أنت الآن في تحد إما النصر وإما الهزيمة، فلا بد من أن تعلي طموحك وقديما· قال ابن خلدون (متى توقفت العبقرية وتعطل الطموح وتقلصت التطلعات·· توارى النور والأمل وحكم الأموات الأحياء)·
 
- (يستجمع أحمد كبرياءه) تحد النصر يا دكتور·
 
- هذا ما أحسبك عليه· 
 
(يهم الدكتور بالانصراف لكن أحمد يناديه)·
 
- دكتور عذرا هلا تعطيني نبذة مختصرة عن موضوع بحثي·
 
(ينظر الدكتور إلى ساعته ثم يجلس)·
 
- حسنا لك ذلك، إن قصة الثعلب المقاتل الذي بنفسي لا أعرف عن اسمه الحقيقي إلا الاسم الأول وهو عامر لكن ما أعرفه أن سيرته قد باح بها لأحد الكتاب المشهورين في زمانه وهو على فراش الموت، واسم هذا الكاتب الحارث بن مسعود، حيث لم يكتف بسرد ما قاله الثعلب فقط، لكنه سأل عن تفاصيل التفاصيل ممن عاصروه في تلك الفترة·
 
- هل رأيت أو قرأت هذا الكتاب يا دكتور·
 
- لقد أجبت عن هذا السؤال في المحاضرة ونفيت رؤيتي له، لكنه كان موجودا لفترة قريبة، وقد ذكر لي أحد العارفين من كبار السن أن الكتاب دفن ملفوفا بمادة عازلة خوفا عليه من دابة الأرض تحت أحد الأبنية في منطقة الباطنة لديكم، وهو كنز ثمين لا يقدر بثمن·
 
- وكأنك يا دكتور توحي إلي ضمنيا أن أبحث عن خارطة الكنز الموجودة في صدور كبار السن (يبتسم له الدكتور عاصم ثم ينصرف الاثنان كل إلى وجهته)·

الصفحات