"حوافر مهشمة في هايدراهوداهوس" للكاتب سليم بركات، هذه الرواية، التي تبدأ من حيث انتهت رواية كهوف هايدراهوداهوس، هي سِيرة أخرى من مصائر المخلوقات الأنصاف الآدمية، الأنصاف الخيول· الشاعر آزينون، البديل الشبيه المنتحلُ، باتِّفاق من الأميرة ذاتها، شخصَ الأمير ا
قراءة كتاب حوافر مهشمة في هايدراهوداهوس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
حمحم جونامو متلقفاً تورية دندروسا مجابهةً خافتةً من مجابهات اللسان تمايل عُرْفه الطويل في رأسه الحليق إلاَّ من ذلك العُرف منتصباً اهتز شارباه الطويلان، الممسَّدان بشمع العسل الجبلي: الطواحينُ منطقٌ، ايها الهوداهوس دندروسا، قال، فردَّ الشيخ الشاحب:
الذُّرةُ منطقٌ، أيضاً
توقف ريسمو جثمتِ الفهودُ إذ توقَّف في دائرة نوافير الحدائق الحجر، حيث الأنصاب متناظرةٌ أنصافاً من خلائق الطير، وخلائق البحر تقدَّم جونامو، ودندروسا، إلى أعماق الكهف الأعظم، عبر صفوف الحرس ذوي الخوذات الحديد وقفا في البهو الكبير
كانت الأُختان سافينوس، ورُوسينا، مزيِّنتا النساءِ، تصحبان اثنتين من بنات الأميرة أنيكساميدا فتاتان بلقاوان كأمهما: لُوْلا، ذات الستة الأعوام، المتهيئة لأن تكون زوجةً، وبِيْدورا ذات العامين شعاعٌ هبط لمحاً، من كوَّة في سقف الكهف، على قبعتيهما الريش، فانفلق نورُه عن بزرِ سِِمسمٍ، وشونيزٍ، وحَبِّ خردلٍ يتذوَّقه لسانُ اللون في ركن، قرب مصطبة دائرية على مدخل كهف الولائم، ذي الزوايا التسع، تجمَّع هيكلُ الرسام تُورانو أمام لوح منصوب على قوائم ثلاث كان متقارب الحوافر، مرفوعَ الكتفين كأنما يتفادى ريحاً باردة، ضجراً، متذمِّراً، يُعلن نفاد صبره بارتعاشات تعبر ذيله إلى وركيه فخاصرتيه
لم يكن الكهف الأعظم، ظهيرة ذلك اليوم من أول الصيف، مزدحماً كعادة الكهف بالغطاريف الزائرين، وبالعمال العابرين إلى أروقة كهف الأفران، والعجَّانات، وطهاة كهف الولائم، ومساعديهم الخَدَم إنه وقتٌ من السنة تنزح فيه عائلات كثيرة من الهوداهوس إلى ضفة نهر سِيتام الأصفر الرمل، أو مزارع الدُّخن قُرب بحيرة سَايدين: يستعيرون للصيف خيالَ الماء منهما، ويعيرونهما خيالَ المُمْتنِّينَ للماء كعدلٍ يذهبون إلى العراء المُحيي صباحاً، ويعودون إلى كهوفهم ـ كهوف المواعيد المرقومة مساءً، قبل أن يُعجِّل الليلُ بزحامٍ من خلصاء الأمير في الكهف الأعظم
كان الكاهن جونامو على يقينٍ أنه لن يجد الأمير، لكنه سيجد متَّسعاً من الوقت يستعرض فيه مسالكَ الكهف الأعظم وأبهاءه، ومرتاديه، في وقتٍ خلْوٍ من مخاطبات الأقوياءِ مراتبَ، والأقوياء منطقاً في تدبير المساءلات، والأقوياء خططاً يعرضون الحياةَ نزاعاً أو هدنةً، وهم يمضغون زهرَ القثاء مخلَّلاً بخلِّ الدراق، مملَّحاً بملح الصخورٍ ـ عويلِ الممكنات كلِّها