رواية "أبحث عن نفسي" الجزء الأول من ثلاثية للروائية البحرينية " فتحية ناصر"؛ الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، هي ثلاثية من عشرة فصول رئيسية وأربعين باب، تناقش الصراعات الداخلية في النفس البشرية والتناقضات التي يعيشها الإنسان عبر التطرّق لكل ما يص
قراءة كتاب ابحث عن نفسي - الجزء الاول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
كان له اثنان من الأبناء، أكبرهما مراد الذي أنجب سالم صبياً، وثلاث بنات هن عايشة وسميرة، والصغرى ليلى (أمي)· أما ابنه الثاني عبد الرحمن، فقد كان جدي لوالدي خالد، كما أنجب وداد، عمتي التي أصبحت فيما بعد زوجة لخالي سالم·
عندما جئت أنا لهذه الدنيا، كان النوخذة قد قضى منذ زمن بعيد· لكن ذكره ظل يتردد، بـخـير، وشر!··
كان عند بعض سكان المحرق مثالاً للعصامية· ولست أدري كيف يكون عصامياً إذا كان ابن النوخذة في ذلك الوقت يكون - تبعاً لوالده - نوخذة أيضاً!· لكن شيئاً واحداً يحسب له حقاً، وهو أنه لما توفيت زوجته رضي بابنيه منها عائلة له، ولم يتزوج ثانية·
لم يكن الرجال في ذلك الوقت قادرين على تنظيم حياتهم من دون امرأة، تهتم بشؤون البيت في غيابهم، وتربي أولادهم· أو - في الحقيقة - لم يكونوا يتصورون أن يبقى الرجل منهم عازباً، أو أرملاً، (وطبعاً لم يكن يعترف أيامها بشيء يدعى الطلاق، كي أقول مطلقاً!)، فقد كان للعشرة الزوجية في ذلك الوقت هيبة قدسية، لذلك كان العرف الاجتماعي يقر للرجل أن يتزوج بعد وفاة زوجته، بل لا يقر له أن يبقى من دون زواج بعد ترمله· لكن النوخذة، كسر القاعدة!·
أشك في أن ذلك بدر منه وفاءً لزوجته!· ففي تلك الأيام لم يكن الدافع للزواج شيء يسمى الحب كي يبقى ذاكراً لها!·· بل كان الدافع للزواج، هو النمو الجنسي!· (الرغبة)، مـتلـبــّســـة بالحديــث الـــزواج نصــف الـــدين! أعتقد أن الجد لم يكن يملك الوقت كي يــبحث عن، بل حتى كي يفكر، في زوجة!· فقد كان - بحسب حكايات خالتي عايشة - يعمل كالنحلة لتحصيل المال، حتى بعدما ينتهي موسم الغوص·