قراءة كتاب ابحث عن نفسي - الجزء الاول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ابحث عن نفسي - الجزء الاول

ابحث عن نفسي - الجزء الاول

رواية "أبحث عن نفسي" الجزء الأول من ثلاثية للروائية البحرينية " فتحية ناصر"؛ الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، هي ثلاثية من عشرة فصول رئيسية وأربعين باب، تناقش الصراعات الداخلية في النفس البشرية والتناقضات التي يعيشها الإنسان عبر التطرّق لكل ما يص

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
لما كبر عبد الرحمن ومراد، كان والدهما قد أصبح طواشاً، ولم يستغرق وقتاً أطول كي يصبح فيما بعد أحد أكبر تجار اللؤلؤ في المحرق، ولم يكن عدد هؤلاء التجار يزيد على أصابع اليد الواحدة·
 
كان جدي الأكبر (محمد غريب) قد قدم من فارس مع أبيه عائدين لأصلهما العربي، حاملين معهما الأموال التي شارك بها والد جدي في تجارة اللؤلؤ كنوخذة، بعدما كاد يخسر أمواله في فارس، حيث جاء إلى البحرين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه· وتمكن بالفعل من إنقاذ أمواله لكن لم يطل عمره كثيراً هنا فمات مورثاً ابنه محمد (جدي الأكبر) ماله ومكانته التجارية·
 
في اليوم الذي حقق فيه جدي الربح، الذي أعاد مجده، خرج للشارع سعيداً مبشراً أباه، صارخاً روزبه، روزبه أي أن ذلك يوم السعد· لقد أصبح جدي منذ ذلك اليوم طوّاشاً كبيراً من تجار اللؤلؤ، فكان من باب الاحترام  والهيبة أن لا يسمونه (غريباً)، فلقبوه (روزبه) طالما الكلمة جديدة عليهم، وصاروا ينادونه (عمي محمد روزبه) أو (عمي بو مراد روزبه)·
 
اتفق الجمهور على تلك القصة· أما ما اختلفوا فيه فكان: أن بعض الناس يقولون إن الجد كان مولعاً بالغوص، حتى إنه لم يحتمل أن تحل الثروة والثورة النفطية والاستثمارات الأجنبية التي دخلت البحرين محل سفنه· انصرف كل الغواصين إلى الشركات· فلماذا يبقون يعانون قسوة الغوص وغدر البحر، مقابل رُبّـيات قليلة يعيشون عليها عاماً كاملاً، بينما يمكنهم أن يحيوا باستقرار، بلا سفر وبعد عن الأهل، بلا مخاطر، وبين يدي حدث عظيم، في شركة أعظم ويقبضوا معاشاً شهرياً!؟· لمَ يجازف أحد بحياته وأمامه هذه الفرصة الذهبية؟
 
صُدِمَ الجد· فالنواخذة يخبرونه كل موسم بأن عدد الغواصين يتضاءل، حتى انصرف النواخذة أنفسهم عن الغوص وبحثوا عن تجارة أكثر مكسباً!· ربما اقتنعوا بلؤلؤ اليابان الصناعي!· ربما بينهم أيضاً من انصرف إلى إحدى تلك الشركات!· ولكن، هل يقبل نوخذة أن يكون هو ومن كانوا يعملون تحت إمرته، موظفين على قدم المساواة في الشركة؟·

الصفحات