(حكايتي مع رأس مقطوع) الرواية الخامسة للكاتب العراقي تحسين كرمياني، صدرت عن (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) ببيروت، وهي تحمل عنواناً غاية في الغرابة؛ لا شك أنّ هذا العنوان الملفت للانتباه ربما يحتاج إلى تأويلات او أستقراءات معللة منطقياً كي تبرز نوع من ال
أنت هنا
قراءة كتاب حكايتي مع رأس مقطوع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
رغبة التجوال بمركبتي مساء لتعبئة ذاكرتي بمواقف حيوية تحصل على أرض الواقع، بوادر مواضيع أقتنصها لتكملة مشاريعي الروائية المعطلة، تفاصيل دقيقة تحدث، رؤيتها تنشط خيالي وتزيدني عزيمة للكتابة·
رغبة القراءة المتواصلة، فكلما أنتهي من كتاب ملهم، أتمعن طويلاً في الرفوف المرصوصة أمامي في مكتبتي، كتب كثيرة لم أقرأها لأسباب قد تكون معظمها واهية، أقنعها إيجاد أوقات أكثر هدوءاً وصفاء للذهن من أجل استيعاب المضمون بشكل سليم·
رغبة تكملة إحدى رواياتي المنتظرة داخل ذاكرة (اللابتوب)، روايات تتلبس خيالي بحرارة غير معهودة، أبدأ بكتابتها بحماسة، قبل أن تشرق مواضيع أخرى من محراب خيالي، تقاطعني منتصف الكتابة أو في ثلثها الأخير، عندها أجد خيالي يتوقف عن التجوال ويخضع للفكرة الجديدة الضاغطة·
رغبة تلبية دعوة تلفزيون (جلبلاء) لإجراء حوار مطول معي بمناسبة صدور تسعة كتب دفعة واحدة لي في (عمّان ودمشق ومصر)، فكرة لحوحة تم طرحها علي مرات من قبل أحد الزملاء الفنانين، لكنني كنت أرجىء اللقاء لسبب أنا أجهله، ربما الوضع المتردي للأمن في بلدتي (جلبلاء) يلجم رغبتي بسلاسل الكسل·
رغبة التحضير لندوة أدبية موسعة في كلية الآداب في مدينة (خانقين) لمجابهة طلاب وطالبات الكلية، وإلقاء محاضرة عن تجربتي القصصية والروائية، مع قراءة نماذج قصصية حديثة الكتابة، وجدتها فرصة مثالية أن أكون مع الجمهور وجهاً لوجه، تفاعلت الرغبة وألهمتني بشحنة أدبية دفعتني إلى كتابة سيرة قلمية موجزة عن مسيرتي الطويلة في دنيا الأدب· فترت عندي رغبة أخيرة عندما كنت أمارسها بين الحين والحين، كلما أبغي استعادة نشاطي المعهود في الكتابة، كنت أنهمك بإعادة قراءة نصوصي القديمة، قصص وروايات ومسرحيات مخزونة في ذاكرة (اللابتوب)، كتب أخرى مكتوبة باليد تعود لزمان الفقر، أيام كنّا نقرأ ونكتب بحرارة غير طبيعية تحت ضوء الفوانيس والشموع، وكلما أروم تنضيدها أجد الرغبة فاترة لا تصالحني، ومزاجي غير مؤهل لاستدراج حرارة لحظة كتابتها، ودائماً أجد نفسي فاقداً تلك الحماسة العمياء التي كانت أخت الجوع فيما مضى، لا سبيل أجد سوى أرجاء الرغبة لفرصة مناسبة ربما لن تمتثل مطلقاً·